
وأسفر الهجوم الذي استهدف المجمع الحكومي في مديرية المحفد شرقي محافظة أبين جنوبي اليمن الثلاثاء الماضي، عن مقتل 4 أشخاص وجرح 12 آخرين، بالإضافة إلى الأربعة منفذي العملية.
وكان التنظيم الإرهابي قد أكد، في وقت سابق، رسميًا، وقوفه خلف العملية، مستعرضًا تفاصيل الهجوم المنفّذ، في بيان ذكر فيه أن العملية تأتي في إطار ما وصفه “مواصلة التصدي للعملاء المنفذين لأجندات خارجية”، كما توعد “بمزيد من الهجمات المماثلة”.
وقال حميد القوسي، الباحث اليمني في شؤون الجماعات الإسلامية: “نشرت جماعة “أنصار الشريعة”، فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (#AQAP)، صورًا لمنفذي الهجوم الذي استهدف المجمع الحكومي في مديرية المحفد بمحافظة أبين، والذي كان يضم مقرّ اللواء الأول دعم وإسناد ومركز قيادة الطيران المسيّر”.
صور منفذي هجوم المحفد
وأضاف عبر حسابه على منصة “إكس”: “أظهرت الصور الأربعة الذين نفذوا الهجوم، وهم: أبو البراء الإبي، وأبو بكر الحديدي، وسامح الصنعاني، وكرار الصنعاني، الذين تخرّجوا من معسكر (هيثم الجراح)، الذي أطلقت عليه الجماعة على حدّ وصفها اسم (معسكر الاسـتشهاديين)”.
وأشار القوسي إلى أن ”العملية نفّذت تحت شعارين (القـدس لن تُهوّد) و(ردع العدوان)، في حين ظهر المنفذون مرتدين أغطية رأس فلسطينية تقليدية، في محاولة من الجماعة لربط عملياتها بالقضية الفلسطينية”.
بدوره، أشار الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، محمد بن فيصل، إلى التخادم القائم بين الحوثيين والقاعدة، وقال: “يقوم التخادم بين ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة في اليمن على مستويين (التزام فوري متبادل) و(تعهد استراتيجي)”.
وأضاف: “يتبلور التزام الميليشيا في تقديم أشكال من الدعم العسكري وتسهيلات للتنظيم على الأصعدة كافة، بما في ذلك الإفراج عن عناصر والتنسيق الأمني والعسكري، بالمقابل، ينشط التنظيم في المحافظات المحررة لا سيما شبوة وأبين، وسابقًا المهرة”.
وأوضح بن فيصل: “ويتمثل التعهد الاستراتيجي في تمكين تنظيم القاعدة من السيطرة التامة على صنعاء في حال انهيار ميليشيا الحوثي أو تصاعد النزاع، بما في ذلك تسليم السلاح ومراكز النفوذ للتنظيم، خلطًا للأوراق وتهديدًا للأمن الإقليمي والدولي” وفق قراءته.
