
استأنف بنك باركليز نشاطه في المملكة العربية السعودية بعد غياب امتد لأكثر من 11 عامًا، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز وجوده في واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا عالميًا، مستفيدًا من الفرص الاستثمارية التي تتيحها رؤية السعودية 2030، وتأتي عودة بنك باركليز إلى السعودية تأكيدًا على الثقة الدولية المتزايدة بالتحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة.
خطة توسعية ومقر إقليمي جديد في الرياض
أعلن البنك عن نيته افتتاح مقر إقليمي جديد في الرياض خلال عام 2026، حيث تم اختيار مركز الملك عبدالله المالي ليكون موقعًا لمقره الرئيسي في المملكة.
ومن المتوقع أن يسهم هذا التوسع في تعزيز الحضور الدولي للبنك داخل السوق السعودية، التي باتت مركز جذب للبنوك العالمية بفضل البيئة التنظيمية المستقرة والنمو المتسارع في القطاعات الاستثمارية.
التركيز على الأنشطة المصرفية الاستثمارية
ستتركز عودة بنك باركليز إلى السعودية على الخدمات المصرفية الاستثمارية وتداول الأوراق المالية، إلى جانب تقديم الاستشارات المالية للشركات والمؤسسات الكبرى.
ويأتي هذا التوجه في إطار سعي البنك لتعزيز حضوره في أسواق رأس المال السعودية التي تشهد نشاطًا ملحوظًا، خصوصًا بعد توسع برامج الطروحات الأولية والإصدارات السيادية التي ساهمت في تنشيط القطاع المالي.
توسيع الفريق الإقليمي وتعزيز القدرات
يخطط بنك باركليز لتوسيع فريقه في الشرق الأوسط من خلال استقطاب كفاءات جديدة في الرياض، بالتوازي مع مكاتبه القائمة في دبي وأبوظبي.
وتهدف هذه الخطوة إلى رفع مستوى الخدمة وتلبية احتياجات العملاء المحليين والإقليميين، بالإضافة إلى دعم المشروعات الكبرى المرتبطة ببرامج التحول الوطني.
دور رؤية 2030 في جذب المؤسسات المالية العالمية
تأتي عودة بنك باركليز إلى السعودية في وقتٍ تشهد فيه المملكة طفرة اقتصادية غير مسبوقة، إذ تمثل رؤية 2030 إطارًا استراتيجيًا يجذب الاستثمارات الدولية من مختلف القطاعات.
كما تسهم السياسات الحكومية التي تشجع على إنشاء مقرات إقليمية في الرياض في دفع المؤسسات العالمية إلى إعادة تموضعها في السوق السعودية لتأمين تعاملاتها مع الجهات الحكومية والمشروعات الوطنية الكبرى.
علاقات تعاون قائمة مع صندوق الاستثمارات العامة
سبق لبنك باركليز أن تعاون مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي في إصدار سندات مقومة بالجنيه الإسترليني خلال عام 2024، ما يعكس عمق العلاقة المالية بين الجانبين.
ويُتوقع أن تمهد هذه الشراكة لتعاون أكبر في مشاريع استثمارية جديدة ضمن قطاعات البنية التحتية والطاقة المتجددة والتقنيات المالية، بما يعزز من حضور البنك في السوق السعودية مستقبلاً.
الخطوة القادمة نحو تموضع استراتيجي في المنطقة
تؤكد عودة بنك باركليز إلى السعودية التزام البنك بتوسيع نطاق أعماله في الشرق الأوسط، مستفيدًا من التحولات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المنطقة.
ومن المنتظر أن يعلن البنك خلال الفترة المقبلة عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بخططه الاستثمارية في المملكة، والتي من شأنها دعم التنافسية المصرفية وجذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى السوق السعودية.

