
- لا حل لمشكلة الحوثيين دون تعاون عسكري مباشر مع جنوب اليمن وصوماليلاند
وأكد التحليل أن كلاً من جنوب اليمن وصوماليلاند يتمتع بتاريخ أطول من الحكم الذاتي مقارنة بفترات الاتحاد التي يسعى المجتمع الدولي إلى إعادة فرضها بالقوة، واصفًا الكيانين بأنهما “محور الدول غير المُقدّرة”، في إشارة إلى تجاهل الواقع السياسي والمؤسسي القائم فيهما.
وأشار روبين إلى أن صنعاء لم تحكم الجنوب فعليًا سوى 14 عامًا فقط من أصل أكثر من 140 عامًا من التاريخ السياسي الحديث، مضيفًا أن الاعتراف الدولي بالحكومة اليمنية المقيمة في القاهرة والرياض لم يعد يعكس الوضع الميداني، حيث أن المجلس الانتقالي الجنوبي يُمثّل اليوم الحكومة الفعلية في جنوب اليمن، ويمارس سلطته على الأرض في مقابل وجود رمزي للسلطة المعترف بها دوليًا.
- فرضية الوحدة تكلّف المليارات وتنتج الفشل
سلّط روبين الضوء على ما اعتبره نموذجًا ناجحًا في صوماليلاند، حيث نجح خفر السواحل المحلي في ضبط السواحل ومنع التهريب والتسلل الإرهابي، داعيًا إلى تمكين المجلس الانتقالي الجنوبي من أداء دور مماثل في جنوب اليمن عبر دعم تدريبي ومادي محدود. وأكد أن “بضعة ملايين من الدولارات وقوارب دورية حديثة كافية لتمكين المجلس من منع تدفق الأسلحة إلى الحوثيين والقاعدة وعناصر حزب الإصلاح”.
طرح التحليل رؤية لتعزيز الاستقرار الإقليمي عبر إنشاء قواعد بحرية وجوية أميركية صغيرة في عدن وبربرة، وهو ما اعتبره خطوة منطقية وفعالة استراتيجيًا في مواجهة التهديدات البحرية المتصاعدة، خصوصًا الهجمات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر. لكن العقبة الأساسية أمام هذا المقترح، وفقًا لروبن، تكمن في بيروقراطية وزارة الخارجية الأميركية التي لا تزال متمسكة بانحيازها لصنعاء ومقديشو على حساب الواقع والمصلحة.
- دعوة إلى كسر الأعراف الدبلوماسية
يرسم تحليل روبين صورة واضحة لمعادلة تفرض فيها القوى الدولية تصورات غير واقعية على مناطق لها هوية سياسية مستقلة بالفعل، مع تجاهل حقائق الأرض واستمرار تهميش الجهات الفاعلة فيها. ويبدو أن الرهان الدولي على وحدة مفروضة بالقوة بات مهددًا بالفشل، في حين أن التعامل الواقعي مع قوى محلية مثل المجلس الانتقالي الجنوبي وصوماليلاند قد يوفّر حلاً عمليًا ومستقرًا لمعضلات الأمن والتنمية في المنطقة.