تنظيم القاعدة يشارك الحوثيين الاستثمار الدعائي في الملف الفلسطيني

روكب اليوم
​أثارت العودة المفاجئة لفرع تنظيم القاعدة في اليمن إلى مجال الدعاية، الأسئلة بشأن الوضع الحقيقي للتنظيم ومدى قدرته على إعادة تنظيم صفوفه وتشكيل خطر فعلي على البلد ومصالح الدول على أرضه، بعد الضربات القاصمة التي تلقاها خلال السنوات الماضية على يد قوى محلية مدعومة إقليميا ودوليا والتي أثّرت بشكل واضح على حضوره على الأرض وخلقت له مشاكل تنظيمية وصعوبات في تأسيس هيكل قيادي له، بعد أن أودت العمليات الاستخبارية والعسكرية الأميركية الخاطفة بأبرز قياداته.

واختار التنظيم المكتفي منذ طرده سنة 2016 من مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت وعدة مناطق أخرى على يد قوات جنوبية مدعومة من التحالف العربي بشن هجمات مباغتة وخاطفة قليلة التأثير في المشهد الأمني العام في اليمن، العودة إلى ممارسة الدعاية من خلال توجيه التهديد مباشرة إلى الولايات المتحدة بسبب دعمها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة كاشفا بذلك عن رغبة قيادته المحلية في الاستثمار، على غرار جماعة الحوثي، في الملف الفلسطيني ذي البعد العاطفي الكبير أملا في ترميم علاقات التنظيم وصلاته داخل بعض الأوساط القبلية اليمنية التي كان التنظيم قد خسر تعاطفها ودعمها بشكل شبه كامل بعد أن انساق منذ مطلع العشرية الماضية في أعمال بالغة الدموية أضرّت بالقبائل نفسها وأودت بالكثير من أبنائها العاملين ضمن مؤسسات الدولة اليمنية وخصوصا قواتها النظامية.

وهدد زعيم جناح تنظيم القاعدة في اليمن سعد بن عاطف العولقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك بسبب حرب إسرائيل في غزة في أول رسالة مصورة له منذ تولى قيادة التنظيم في اليمن العام الماضي.

وتضمنت رسالة العولقي التي استغرقت نصف ساعة ونشرها أنصار تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية دعوات للذئاب المنفردة لاغتيال قادة دول إقليمية “بسبب الحرب التي دمرت غزة.”

وظهرت ضمن مقطع خطاب العولقي صور لترامب وماسك ونائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث، كما تضمن صورا لشعارات شركات ماسك، ومن بينها شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا.

وأضاف العولقي “ليست هناك خطوط حمراء بعد ما حدث ويحدث لشعبنا في غزة.. المعاملة بالمثل باتت مشروعة.”

وتعليقا على رسالة العولقي قال عبدالستار الشميري رئيس مركز جهود للدراسات باليمن إن “تصريحات قيادات تنظيم القاعدة كانت قد توارت لفترة طويلة في اليمن كما توارى نشاطه، إلاّ أن أحداث غزة باتت تستثير الكثير من الجماعات المسلحة بشكل عام وتنظيم القاعدة بشكل خاص.”

ونقلت عنه وكالة سبوتنيك الروسية قوله “أعتقد أن تهديدات القاعدة للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والتي جاءت على لسان زعيمها في اليمن سعد بن عاطف العولقي تؤخذ على محمل الجد لعدة أسباب، من بينها أن تنظيم القاعدة في اليمن استعاد شيئا من أنفاسه وقوته في الفترة الأخيرة”، مستدركا بالقول “صحيح أن تلك القوة ليست بالزخم الذي كان قبل عقد من الزمن، لكن التنظيم حصل على شيء من الدعم والسلاح، وهو يعيد ترتيب أوضاعه، متعاونا مع جماعة القاعدة وداعش في القرن الأفريقي، وأفريقيا بشكل عام”، معتبرا أنّ “بؤرة المشكلة تبقى غزة”، ومضيفا أنّ “التصريح الذي صدر على لسان العولقي زعيم تنظيم القاعدة في اليمن، له دلالات أبرزها أن المنطقة قادمة على إحياء هذه الجماعات التي كان المجتمع الدولي قد ظن أنه قد صفى حساباته معها، لكن يبدو أنها تبعث من جديد عن طريق غزة.”

وأتاحت حالة عدم الاستقرار في اليمن موطئ قدم بالبلاد للجماعات المتطرفة وبينها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم الأمّ لكنّ وتيرة هجماته تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة، بفعل جهود التصدي له والتي شاركت فيها القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بفاعلية كبيرة.

وعلى مدى السنوات الماضية لعبت تلك القوات دورا محوريا في مواجهة التنظيم وطرده من المناطق التي احتلها، ثم ملاحقة فلوله ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها، وذلك من خلال عمليات أمنية واسعة النطاق كثيرا ما أسفرت عن قتل العديد من عناصر التنظيم ومصادرة أسلحة ومعدات تابعة لها.

وكان التنظيم قد تمكن سنة 2015 من السيطرة على مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت شرقي اليمن كما سيطر على مدينة زنجبار مركز محافظة أبين ومدينة جعار القريبة منها، لكنه تلقى سلسلة من الهزائم على يد النخب العسكرية الجنوبية والأحزمة الأمنية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Enable Notifications OK No thanks