روكب اليوم
|آخر تحديث: 23:43 (توقيت مكة)
قال العميد الركن حسن جوني إن هدف قوات الاحتلال الإسرائيلي من وراء الهجمات التي استهدفت بها أحياء بمدينة غزة مساء الثلاثاء، هو “فرض واقع عملياتي تكتيكي جديد في غزة”، وهو واقع “لا يخضع للتفاهمات السياسية عمليا”.
وأضاف جوني -في تحليل عسكري للجزيرة- أن هذا الواقع الجديد لن يتحقق إلا من خلال التذرع بحجج قد تكون حقيقية أحيانا، لمواصلة الاستهداف عبر ضربات ميدانية أو تنفيذ اغتيالات بطائرات مسيّرة، كما حدث قبل أيام.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsend of list
وكانت مصادر إسرائيلية قد أعلنت أن الجيش بدأ هجوما جديدا على قطاع غزة مساء الثلاثاء، بعد مزاعم بتنفيذ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما على جنود إسرائيليين داخل القطاع.
وبحسب مراسل الجزيرة، فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارات جوية على مدينة رفح، وخلفت عددا من الشهداء والجرحى.
وأضاف المراسل أن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، في حين استهدفت غارة أخرى حي الزيتون شرقي المدينة.
وأوضح الخبير العسكري أن “الواقع الجديد في غزة وفق رؤية تل أبيب يتمثل في حالة وسط بين الحرب والهدنة”، بحيث تستمر إسرائيل في شن استهدافات محدودة في مناطق متفرقة من القطاع، وهو سيناريو يشبه ما تنفذه منذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
ولم يستبعد جوني أن تكون هذه الاستهدافات حصيلة تطور في بنك الأهداف الإسرائيلي، بعد أن استغلت إسرائيل فترة الهدنة لتجميع المعلومات وتحديث قوائم المستهدفين داخل غزة، وهو ما يوحي بأنها تستخدم أي حدث أمني لتبرير ضربات جديدة لتصفية تلك الأهداف، خاصة في الفترة الأخيرة التي تم فيها تغطية مناطق عمليات سحب الجثامين وإطلاق سراح الأسرى.
ويتأكد هذا السيناريو الذي يرجح تصعيد الاستهدافات على وتيرة أعنف بعد تمكن إسرائيل من الحصول على أهدافها الأهم من بنود الاتفاق وهو ملف الأسرى.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن قوات الاحتلال نفذت هذه الهجمات ردا على ما قالت إنه خرق من حركة حماس لاتفاق وقف إطلاق النار بعد إصابة جندي إسرائيلي، إلا أن المناطق التي تم استهدافها اليوم بعيدة تماما عن مكان الاشتباك المزعوم.
ورغم الرعاية الأميركية لاتفاق وقف إطلاق النار، نقلت شبكة سي إن إن عن مسؤول أميركي قوله إن “إسرائيل أبلغتنا مسبقا بقرارها تنفيذ ضربات في غزة”.
وفسّر الخبير العسكري هذا الاعتراف بأنه يعكس تنسيقا وثيقا بين الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي، متسائلا عن مدى جدوى الضمانات التي يفترض أن تحكم اتفاق الهدنة إذا كانت نتيجته السماح بمثل هذه العمليات.
واعتبر جوني أن الولايات المتحدة منحت إسرائيل هامش تحرك واسعا للتصرف ميدانيا في غزة ولبنان، مما يجعل التفاهمات السياسية شكلية في ظل استمرار التصعيد.

