Site icon روكب اليوم

في عدن.. الحنين لعهد علي عبدالله صالح يتصاعد مع كل ساعة انطفاء وجوع

في عدن.. الحنين لعهد علي عبدالله صالح يتصاعد مع كل ساعة انطفاء وجوع

في عدن.. الحنين لعهد علي عبدالله صالح يتصاعد مع كل ساعة انطفاء وجوع


روكب اليوم
2025-07-18 07:43:00

9a35eb19 5a61 439a 8157 382e08de3994

في ظل الواقع المتردي الذي تعيشه مدينة عدن، يزداد الحنين الشعبي إلى عهد الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود. ومع تصاعد الأزمات الخدمية والمعيشية، بات كثير من المواطنين في عدن يتذكرون تلك المرحلة بوصفها زمنًا أفضل مما يعيشونه اليوم، رغم ما شابها من سلبيات.

ويقول مواطنون تحدثوا لصحيفة “عدن الغد” إن الحنين لا يرتبط بالضرورة بالرئيس كشخص، بقدر ما هو تعبير عن اشتياق إلى وجود دولة ومؤسسات، وشعور نسبي بالأمان والاستقرار كانت توفره السلطة المركزية، على عكس الفوضى والانقسام الذي تعاني منه عدن اليوم.

وأضاف المواطن أحمد عبدالقادر، وهو موظف حكومي متقاعد: “لم يكن عهد صالح خاليًا من الظلم، لكننا كنا نستلم الرواتب، ونعيش بكهرباء منتظمة، وكان للسلطة حضور وهيبة. اليوم نعيش بلا رواتب، بلا أمن، ولا أحد يسأل عن معاناة الناس”.

أما أم نبيل، وهي أم لثلاثة أطفال، فقالت: “في عهد صالح كنا نأكل ثلاث وجبات، نلبس ونعيد وندرس عيالنا. اليوم نطبخ مرة كل يوم، وأحيانا ننام بلا عشاء. الناس جاعت، والدولة اختفت، وصرنا نترحم على أيام زمان”.

الواقع المرير في عدن، من انهيار تام في خدمات الكهرباء والمياه والنظافة، إلى الانفلات الأمني، جعل شريحة واسعة من السكان ترى أن المرحلة الحالية تمثل سقوطًا حادًا في مستوى المعيشة، مقارنةً بما كانوا عليه قبل 2011.

ويضيف المواطن وضاح فضل، في حديثه لـ”عدن الغد”: “المفارقة أن القوى التي رفعت شعار إسقاط النظام لم تقدم للناس نظامًا بديلًا، بل جلبت انهيارًا كاملًا للدولة. بعد صالح، لم يعد هناك جيش موحد، ولا مؤسسات فاعلة، ولا حتى قيادة سياسية تحظى بإجماع”.

وتابع: “الناس لا تحن لصالح بقدر ما تشتاق لهيبة الدولة، ونظام ولو ظالم، لكنه كان يضمن الحد الأدنى من الاستقرار والمعيشة”.

ومع اشتداد الأزمات الاقتصادية، وبلوغ سعر صرف الدولار مستويات قياسية، وتحول الرواتب إلى فتات لا يسد الرمق، لم يعد المواطنون يهتمون بالشعارات السياسية أو الوعود البراقة، بل صار جلّ همهم البحث عن لقمة العيش.

ويقول المواطن المدني أسامة الحضرمي: “من المضحك المبكي أن من كانوا ينادون بإسقاط صالح أصبحوا اليوم يتحدثون عن فشل ما بعده. الشارع اليوم في عدن ممتلئ بالغضب، والحنين إلى الماضي لا يعني تأييدًا مطلقًا لصالح، بل رفضًا لما آل إليه الواقع”.

وتتزامن هذه المشاعر مع انعدام الأفق السياسي، وغياب أي حلول فعلية من قبل الحكومة الشرعية أو السلطات المحلية، فيما تواصل المشاريع السياسية والعسكرية المتعددة التنازع على الأرض دون تقديم نموذج ناجح لإدارة المدينة.

ويؤكد مراقبون أن السبب الرئيسي في تصاعد هذا الحنين يعود إلى غياب الدولة، وظهور سلطات أمر واقع متعددة، وانفلات الخدمات، وتفشي الفساد، وتحول القيادات إلى مجموعات مصالح شخصية، لا تمثل تطلعات المواطن البسيط.

في السياق ذاته، علّق الخبير الاقتصادي الدكتور محمد عبدالقوي لـ”عدن الغد”، بالقول: “الأزمات المتكررة، خصوصًا في المرتبات وسعر الصرف، تُذكّر الناس بزمن كانوا فيه أفضل حالًا. الحنين هنا ناتج عن ألم واحتياج، وليس حبًا في الاستبداد أو التغني بزمن مضى”.

ويختم المواطنون أحاديثهم بنداء مشترك: “نحن لا نطلب الكثير.. نريد كهرباء، راتب، ماء، وأمن. نريد دولة فقط. من يستطيع أن يحقق هذا، هو من سيكسب قلوب الناس”.

وبين ماضٍ يتذكره الناس بحسرة، وحاضر يعج بالأزمات، يبقى السؤال: إلى متى سيبقى الحنين بديلًا للإنجاز؟ وهل تستطيع أي سلطة اليوم أن تصنع حاضرًا لا يدفع الناس للتغني بزمن رحل؟

Exit mobile version