قراءة في صورة لمبنى الإصلاح بتعز


روكب اليوم
2025-07-12 05:54:00

ca5ba640 7bcb 4a80 a8d7 42bac3774954

موفق السلمي – تعز

تعكس الصورة واقعًا مريرًا لمدينةٍ كانت يومًا ما تُعرف بثقافتها ووعيها، فإذا بها تتحوّل إلى ساحة لصراعات سياسية وعسكرية متشابكة. تعز، المدينة التي أنهكتها الحرب، لم تعد مؤسساتها المدنية ومقراتها الحزبية تعبّر عن مدنية العمل السياسي، بل باتت شاهدًا على تنازع لا ينتهي.

الخدوش الظاهرة على مبنى التجمع اليمني للإصلاح، آثار رصاصات وشظايا، يمكن للزمن أن يطمرها بالإسمنت والطلاء، لكنها تظل تذكارات مؤلمة في الذاكرة الجمعية. أما الخدوش التي أصابت بعض قيادات الحزب وأعضائه، فهي أعمق من أن تُرمّم؛ إنها جراح معنوية قد تنزف طويلاً وربما بلا شفاء. وما جدوى ترميم الجدران إذا كان القلب ذاته عليلًا؟

لقد صمد مقر الإصلاح أمام قذائف صالح والحوثي، وظل شامخًا كالراسيات، لكن بعض القيادات الإصلاحية، لا سيما في تعز، انهارت تحت وطأة الأهواء والمصالح الضيقة، أو بفعل صراعات داخلية وصيغ من التهميش والخذلان.

هو واقع حزبيّ مشوّه، بمقراته وأدواته، وأعضائه. فالسياسة، كما يُقال: ألعن من الحرب؛ تترك ندوبًا لا تُرى، لكنها تظل تنزف… إلى أقصى أمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks