
روكب اليوم
… بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين. الاستاذ/ صالح عبود العمقي الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة. الإخوة/ أعضاء مجلسي النواب والشورى. الإخوة/ الوكلاء ومدراء عموم المحافظة والمديريات. الدكتور / صالح عوض عرم مستشار معالي وزير التربية والتعليم الإخوة/ قيادات المؤسسات والمنظمات الداعمة للتعليم. الإخوة / قيادات التربية بالمحافظة والمديريات. الشخصيات الأكاديمية والاجتماعية. الزملاء/ التربويون. الحضور الكريم،،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرّني ويشرّفني أن أرحب بكم جميعًا في هذا الحفل التكريمي النوعي، الذي نحتفي فيه بكوكبة من المعلمين والمعلمات ممن جسّدوا أرقى صور العطاء والتميز التربوي، وأثبتوا أن المعلم هو حجر الزاوية في بناء الإنسان وصناعة المستقبل. إن جائزة حضرموت للمعلم المتميز، التي نكرّم اليوم دُفعتها الأولى، لم تكن حدثًا عابرًا، بل هي ثمرة عمل مؤسسي ورؤية استراتيجية متكاملة، نابعة من الخطة الاستراتيجية لمكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت للأعوام 2024–2028، والتي جعلت من التميز التربوي وتمكين المعلم محورًا أساسيًا من محاورها، إيمانًا بأن التعليم لا يتطور إلا بالاهتمام بالمعلم مهنةً ومكانةً وأداءً. كما تأتي هذه الجائزة ضمن حزمة الأنشطة التربوية النوعية التي أطلقها المكتب خلال العام الماضي، رغم ما يمر به الوطن من أزمات وصعوبات اقتصادية وإنسانية، لنؤكد من خلالها أن العلم والتعليم سيظلان طريق الأمل والنهوض والبناء والتنمية، وأن الرهان على الإنسان ، وعلى المعلم تحديدًا، هو الرهان الرابح بإذن الله. وقد حرصنا في تصميم هذه الجائزة على الاستفادة من تجارب عربية وعالمية رائدة في مجال التميز التربوي، فاطلعنا على عدد من الجوائز البارزة مثل: جائزة خليفة التربوية بدولة الإمارات العربية المتحدة جائزة أهالي جدة للمعلم المتميز جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، جائزة الملك عبد الله الثاني للتميز التربوي في الأردن، جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي، جائزة المعلم المتميز في سلطنة عمان، جائزة مؤسسة التعاون للمعلم المتميز بفلسطين جائزة التميز العلمي في دولة قطر جائزة أهالي المدينة المنورة للمعلم المتميز إلى جانب جائزة المعلم العالمي (Global Teacher Prize) التي تمنحها سنويًا مؤسسة فاركي (Varkey Foundation) لأفضل معلم في العالم. وقد ألهمتنا في هذا المسار أيضًا قصص واقعية لمعلمين أحدثوا تأثيرًا حقيقيًا في مجتمعاتهم، مثل المعلم الهندي رانجيت ديسالي، الفائز بجائزة المعلم العالمي لعام 2020، والذي تحولت مدرسته الريفية الفقيرة بفضل جهوده الفردية إلى نموذج تعليمي ملهم. فقد عمل على ترجمة المناهج الدراسية إلى لغات محلية لتسهيل فهمها، وشجع على التحاق الفتيات بالتعليم، وابتكر أساليب تفاعلية رقمية دعمت العملية التعليمية في بيئة تعاني الفقر والتهميش. لقد أثبت ديسالي أن المعلم المُلهم قادر على إحداث تغيير مجتمعي حقيقي، وهو ما نطمح إلى رؤيته واقعًا حيًا في مدارس حضرموت، من خلال هذه الجائزة. وقد قمنا بمواءمة هذه التجارب لتتناسب مع واقعنا التعليمي المحلي، لتولد منها جائزة حضرموت للمعلم المتميز بصيغتها الحالية، مستندة إلى معايير جوهرية تمثل أركان الأداء التربوي الفعّال. وقد تقدم عدد كبير من المعلمين والمعلمات من مختلف مديريات المحافظة لنيل الجائزة، ومرّوا بمراحل تقييم دقيقة وموضوعية ، وبعد المفاضلة فاز منهم ستة معلمين نالوا لقب سفراء التميز التربوي. وسيُمنح كل فائز: 1) درع التميز التربوي 2) شهادة تقديرية 3) جائزتين (نقدية وعينية) 4) إطلاق اللقب الفخري (سفير التميز) ويطلق لقب “سفير التميز التربوي”، ليكون المعلمُ قدوة في مجاله، ومصدر إلهام لزملائه، عبر نقل تجاربه ومبادراته التربوية إلى الميدان. وإننا ونحن نحتفي اليوم بهذه الكوكبة من المعلمين المتميزين، لا يفوتنا أن نوجه من هذا المقام رسالة صادقة إلى الحكومة ووزارة التربية والتعليم، بضرورة الالتفات الجاد والمسؤول إلى أوضاع المعلمين في عموم الوطن، والعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية والوظيفية في ظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب والتحديات المعيشية التي الجميع. إن المعلم هو حجر الأساس، وبقاء التعليم مرهون بكرامته، ودعمه، وتحفيزه، وحمايته ليكون قادرا على التميز والعطاء والتطوير. أيها الحفل الكريم، إن هذه الجائزة، التي تُعد الأولى من نوعها على مستوى الوطن، تمثل نقطة تحول في ثقافة التقدير والتحفيز داخل الميدان التربوي، وترسخ لمفهوم مستدام للتميز. وإننا إذ نؤكد التزامنا بجعلها تقليدًا سنويًا متجددًا، فإننا نعبّر عن اعتزازنا بدور السلطة المحلية ممثلة بالأستاذ مبخوت بن ماضي، محافظ المحافظة، على رعايته الكريمة ودعمه المستمر لهذا المشروع النوعي، وكافة الأنشطة التربوية والتعليمية، وعلى رأسها التعاقدات الوظيفية لتغطية نقص المعلمين والإداريين والوظائف المساندة في الحقل التعليمي، إضافة إلى الحوافز والامتيازات لتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية. نبارك للفائزين، وندعوهم لمواصلة مشوار العطاء والتميز، ونجدد التزامنا بتوسيع دائرة التحفيز والتقدير في كل مفاصل العملية التعليمية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[vid_embed]