Site icon روكب اليوم

وزير في الشرعية: أكثر من 20 مليون يمني تحت خط الفقر

وزير في الشرعية: أكثر من 20 مليون يمني تحت خط الفقر

وزير في الشرعية: أكثر من 20 مليون يمني تحت خط الفقر


روكب اليوم
2025-07-07 12:20:00

b444c028 f531 445f 9a48 155fa6df844b

كشف وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة اليمنية، الدكتور محمد سعيد الزعوري، أن أكثر من 20 مليون يمني يعيشون حالياً تحت خط الفقر، فيما يواجه نحو 7 ملايين شخص خطر المجاعة المباشرة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة وانهيار مستمر لقيمة الريال اليمني.

تصريحات الوزير جاءت خلال تدشين ورشة عمل في عدن الأحد، خُصصت لإطلاق مشروع توزيع 600,000 سلة غذائية بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة، في محاولة للتخفيف من الأعباء المعيشية التي يرزح تحتها ملايين المواطنين في اليمن.

“طبقة مسحوقة” في ظل غياب الدولة

وصف الزعوري الواقع المعيشي في البلاد بأنه يعكس “فقرًا مدقعًا”، مؤكدًا أن اليمنيين باتوا ينتمون إلى ما أسماه “الطبقة المسحوقة”، التي لم تعد قادرة على تأمين أساسيات البقاء، في وقت تعتمد فيه بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية الخارجية.

ورغم إطلاق الأمم المتحدة لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، والهادفة إلى جمع ما لا يقل عن ملياري دولار، فإن ما تم جمعه حتى الآن لا يتجاوز 11% فقط من هذا الهدف، أي قرابة 275 مليون دولار فقط، إضافة إلى 45 مليوناً من مصادر أخرى، ما ينذر بكارثة إنسانية متفاقمة إذا استمر هذا العجز في التمويل.

مفارقة مؤلمة.. ثراء مسؤولين مقابل جوع ملايين

في الوقت الذي يعتمد فيه ملايين اليمنيين على الإغاثة للبقاء على قيد الحياة، تحدثت تقارير محلية ودولية عن تضخم ثروات بعض المسؤولين، واتساع أنشطتهم التجارية داخل البلاد وخارجها، ما يعكس تعمق الفجوة بين النخبة السياسية وبقية السكان.

وأشار مراقبون إلى أن هذا التفاوت الصارخ، في ظل انعدام الشفافية وضعف الرقابة، يكرّس حالة انعدام الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، ويضع علامات استفهام كبيرة حول مصير المساعدات وأوجه صرفها.

المحافظات “المحررة” تعاني أكثر

في تناقض صارخ مع الوعود الرسمية بتحسين الوضع في المناطق المحررة، أكد الزعوري أن المعاناة في المحافظات الجنوبية تفوق تلك الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بسبب انهيار الخدمات الأساسية، وارتفاع البطالة، وتدهور الأمن، وهو ما يلقي بظلال ثقيلة على رواية “التحرير”.

مشروع غذائي جديد

أوضح الوزير أن المشروع الممول من مركز الملك سلمان، والمتمثل في توزيع 600 ألف سلة غذائية، سيُنفّذ عبر مؤسستين هما “يماني” و”ائتلاف الخير”، بواقع 300 ألف سلة لكل جهة. ويهدف المشروع إلى تحسين الأمن الغذائي والحد من سوء التغذية، خاصة بين الفئات الضعيفة.

ورغم أهمية هذا التدخل الإغاثي، فإن المبادرات الإغاثية لا تزال عاجزة عن معالجة جذور الأزمة، في ظل استمرار الفساد الحكومي والانهيار المؤسسي، والعجز عن تحريك عجلة الاقتصاد.

دعوات للتنسيق وشكوك في الفعالية

دعا الوزير الزعوري إلى تعزيز الشراكة بين الحكومة والمنظمات الدولية، غير أن تجارب السنوات الماضية أثبتت أن ضعف التنسيق وغياب الشفافية، أضعفا من أثر هذه الجهود، خصوصاً في ظل تقارير عن بيع المساعدات في الأسواق بدلاً من إيصالها إلى مستحقيها.

واختتمت الورشة بتوقيع اتفاقية تنفيذ المشروع من قبل وكيل الوزارة لقطاع الرعاية الاجتماعية صالح أبو سهيل، بحضور ممثلين من الوزارات المعنية ومكتب الأوتشا ومركز الملك سلمان، في خطوة رمزية لا تبدو كافية لتغطية عجز الدولة عن توفير الحد الأدنى من الأمن الغذائي والمعيشي.

منذ اندلاع الحرب في 2015 بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي وجماعة الحوثي، يعيش اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، وفق تقييمات أممية متكررة.

وقد أدت الحرب إلى نزوح نحو 5 ملايين شخص داخل البلاد، معظمهم يعيشون في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وتعتمد على المساعدات الإنسانية التي تشهد في الآونة الأخيرة تراجعاً حاداً في التمويل الدولي.

Exit mobile version