
حذرت غرفة التجارة الأوروبية في الصين من أزمة وشيكة قد تؤدي إلى توقف خطوط إنتاج عدة مصانع أوروبية بسبب القيود التي فرضتها الصين مؤخراً على تصدير المعادن الأرضية النادرة، والتي تعتبر أساسية في العديد من الصناعات الحيوية. وأكدت الغرفة أن بعض الشركات الأوروبية تواجه خطر نفاد مخزون المواد الأولية الضرورية للإنتاج خلال أيام قليلة إذا لم يتم إيجاد حلول عاجلة.
خلفية الأزمة وأسباب القيود الصينية
تأتي هذه التحذيرات على خلفية تصاعد التوترات التجارية بين بكين والغرب، خصوصاً مع الولايات المتحدة الأمريكية. فقد قامت الصين في بداية أبريل/نيسان بفرض قيود صارمة على تصدير سبعة عناصر أرضية نادرة بالإضافة إلى مغناطيسات تستخدم بشكل رئيسي في تصنيع السيارات الكهربائية، المعدات العسكرية، والإلكترونيات. وكانت هذه الإجراءات رد فعل مباشر على فرض واشنطن تعريفات جمركية متبادلة على السلع الصينية.
تأثير القيود على الصناعة الأوروبية
صرح ينس إيسكيلوند، رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين خلال مؤتمر صحفي عقد في بكين، أن الوضع الحالي في أوروبا يعتبر حالة طوارئ. ولفت إلى أن عددًا من الشركات قد تستنفد مخزوناتها من المعادن الأرضية النادرة خلال هذا الأسبوع، محذرًا من أن استمرار هذه الأزمة دون حلول سريعة قد يؤدي إلى تكبد الشركات الأوروبية خسائر مالية فادحة وتأثير سلبي مباشر على سلسلة التوريد والإنتاج الصناعي.
التحديات التي تواجه التراخيص الجمركية
رغم أن الصين والولايات المتحدة توصلا مؤخراً إلى اتفاق لتعليق بعض الرسوم الجمركية، إلا أن القيود غير الجمركية، مثل تصاريح تصدير المعادن النادرة، لا تزال مفروضة. وأشار إيسكيلوند إلى أن هناك تراكمًا كبيرًا في طلبات تراخيص التصدير، ما أدى إلى تأخيرات حادة في تدفق الإمدادات الحيوية إلى السوق الأوروبية، مما يزيد من تعقيد الأزمة الصناعية.
مستقبل العلاقة التجارية بين الصين وأوروبا
تثير هذه التطورات تساؤلات حول قدرة أوروبا على التعامل مع تداعيات القيود الصينية، وإلى متى يمكن للقطاع الصناعي الأوروبي الصمود أمام هذه التحديات المستمرة. ويبدو أن التعاون الدبلوماسي والتجاري سيكونان محورًا رئيسيًا في المفاوضات القادمة لمحاولة تخفيف القيود وتأمين إمدادات المعادن الحيوية الضرورية لصناعة متطورة ومستدامة.