أثارت تقارير غربية حديثة عن لقاءات مباشرة جمعت بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين حالة من الجدل والتساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية، خصوصًا مع تداول اسم العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، كأحد المشاركين في هذه اللقاءات التي قيل إنها تهدف إلى احتواء التوتر على الحدود ومنع اندلاع صراع جديد في المنطقة.
وفي أول رد رسمي، نفى العميد أحمد الدالاتي صحة تلك الأنباء، مؤكدًا أنه لم يشارك في أي مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، واصفًا ما تم تداوله بأنه ادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى الدقة والمصداقية. وشدد الدالاتي على أن موقف الجمهورية العربية السورية تجاه إسرائيل “ثابت وواضح”، وأن القيادة السورية تتخذ جميع الإجراءات المشروعة لحماية الشعب والدفاع عن السيادة الوطنية.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن خمسة مصادر مطلعة أن محادثات مباشرة جرت بالفعل بين الجانبين خلال الأسابيع الماضية، تضمنت ثلاث جولات على الأقل، بينها واحدة في المنطقة الحدودية، وزعمت أن العميد الدالاتي ترأس الوفد السوري خلالها.
وأفادت ذات المصادر أن اللقاءات تهدف إلى تهدئة التوتر دون أن ترتقي إلى مستوى التطبيع، في ظل غياب أي علاقات دبلوماسية رسمية بين الطرفين. كما ربطت تلك المحادثات بمسار من الاتصالات غير المباشرة يُقال إنها بدأت بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وبحسب مصادر سورية وغربية، إضافة إلى مصدر استخباراتي من إحدى دول المنطقة، فإن الطرفين اتفقا على السرية المطلقة بشأن هذه القنوات، نظرًا لحساسية المسألة سياسيًا وأمنيًا، ولطبيعة العلاقة العدائية التي تطبع تاريخ البلدين.
حتى الآن، لم تُنشر أي تفاصيل رسمية بشأن طبيعة هذه المحادثات أو نتائجها، فيما يواصل الإعلام الغربي تسريب معلومات حول إمكانية التوصل إلى تفاهمات مؤقتة تمنع التصعيد في المرحلة الراهنة.