روكب اليوم
|آخر تحديث: 02:45 (توقيت مكة)
حذر الأمين العام للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) وركنه جيبيهو من أن السودان بات على شفا التفكك بعد مرور 3 سنوات على الصراع الدامي، محملا التدخلات الخارجية مسؤولية تفاقم الوضع وتعقيد المشهد.
ويؤكد جيبيهو في حوار مع الجزيرة أن الوضع في السودان أصبح إحدى أكبر المآسي التي يشهدها العالم، مشددا على أن ما يحدث في الفاشر يدل على أن الأمور قاتمة جدا وليست على ما يرام.
ووصف الوضع السوداني بالمأساوي للغاية، موضحا أن ملايين السودانيين باتوا خارج ديارهم، وأن أكثر من نصف الشعب السوداني يحتاج الآن إلى مساعدة غذائية عاجلة.
ويشير جيبيهو إلى أن هناك الكثير من الفظائع والكوارث والتطهير العرقي التي تأتي من السودان فيما العالم يراقب دون تحرك فعال.
ويؤكد المسؤول الأممي على أن السودان إحدى أكبر دول المنطقة وأحد روافد الحضارة في القارة الأفريقية، لافتا إلى أن منظمة إيغاد لا تدعم أي تفكك للسودان، بل تدعم استقلاله وسيادته.
ويضيف أن المنظمة تعمل أيضا من خلال مؤسسات متعددة الأطراف مثل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لإنقاذ السودانيين من هذا المصير المظلم.
ويوضح الأمين العام لـ”إيغاد” أن المنظمة كانت أول منظمة إقليمية اتصلت برؤساء دول وحكومات المنطقة لمعالجة الوضع السوداني.
وعقدت المنظمة 5 اجتماعات متتالية لرؤساء الدول والحكومات للتوسط في النزاع السوداني، لكن جميع هذه الجهود باءت بالفشل ولم تنجح في جلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
أسباب الفشل
وبشأن أسباب فشل جميع المبادرات -بما فيها مبادرة “إيغاد”- يحدد المسؤول الإقليمي سببين رئيسيين: الأول يتمثل في ضرورة أن يرفض السودانيون أنفسهم -خاصة المثقفين والسياسيين- الحرب في بلادهم، مؤكدا أن السودان ملك للسودانيين وعليهم أن يقوموا بهذا الدور أولا.
أما السبب الثاني فيتمثل في التدخل الخارجي، ويؤكد جيبيهو أن هناك الكثير من التقارير التي تشير إلى تفاقم الوضع بسبب تدخّل جهات خارجية مختلفة، وهو ما لم يساعد في حل الأزمة، بل زاد تعقيد الوضع في السودان بشكل كبير.
وبشأن المسؤولية عن الجرائم المرتكبة في السودان، يشير الأمين العام لـ”إيغاد” إلى أن هذه حرب أهلية، وأن السودانيين يتقاتلون فيما بينهم.
ويوضح أن المنظمة تعمل بجد لوقف هذه الحرب وجلب الأطراف النافذة إلى طاولة الحوار بالتعاون مع جهات دولية فاعلة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.
ويحذر المسؤول الأممي من أن التاريخ سيحكم على مرتكبي الفظائع لاحقا، مشددا على أن هذه الجريمة تحدث أمام العالم والمجتمع الدولي بأكمله يشاهد، ويؤكد أن أي نوع من الفظائع ستخضع للمساءلة القانونية مهما كانت الجهة التي ارتكبتها.
ويدعو الأمين العام لمنظمة إيغاد جميع الأطراف المتقاتلة إلى الامتناع عن أي نوع من الانتهاكات ضد المدنيين، لافتا إلى ضرورة فتح ممرات إنسانية للمحتاجين إلى الطعام من أجل البقاء على قيد الحياة، في ظل المجاعة التي تهدد ملايين السودانيين.
مبادرة الرباعية
وبخصوص مبادرة الرباعية التي تجمع أميركا ومصر والسعودية والإمارات، أكد جيبيهو أن “إيغاد” تدعم من حيث المبدأ أي مبادرات لحل الأزمة، وأعرب عن تقدير منظمته مبادرة الرباعية التي أطلقتها الولايات المتحدة، معلقا عليها آمالا كبيرة في وقف الصراع.
ويؤكد المسؤول الإقليمي على أن أول وأهم شيء تحتاجه المنطقة هو دعم المجتمع الدولي -خاصة الولايات المتحدة الأميركية والجهات الفاعلة الأخرى- لوقف هذا الصراع.
ويوضح أنه بعد وقف الصراع فإن الرصد والتقييم على أرض الواقع يتطلبان قدرات أكبر، ليس من المنطقة وليس من القارة فحسب، بل من المجتمع الدولي بأسره.
وبشأن المسار السياسي والحوار بين السودانيين، يكشف الأمين العام للهيئة الحكومية للتنمية أن المنظمة تتوقع المرحلة الثانية من المفاوضات المدنية التي ينظمها الاتحاد الأفريقي و”إيغاد”.
ويصف هذا الجانب بأنه بالغ الأهمية لإنهاء الصراع في السودان، معربا عن اعتقاده بأن أي صراع مسلح لن يحل أي نوع من الصراعات في هذه المنطقة أو القارة.
ويؤكد جيبيهو أن السودانيين هم أصحاب وطنهم، وأن المدنيين والأحزاب السياسية والزعماء الدينيين والمثقفين والعلماء يمثلون السودانيين بكل تأكيد.
ويشير إلى أن خريطة الطريق التي وضعتها المنظمة واضحة جدا، معربا عن أمله في التوصل إلى نوع من التوافق في الحوار والنقاش رغم إقراره بأن هذه العملية ليست سهلة.
وعلى صعيد آخر، تطرق الأمين العام لـ”إيغاد” إلى التوتر الحالي بين إريتريا وإثيوبيا بشأن مطالب إثيوبيا الوصول إلى منفذ بحري.
ويؤكد جيبيهو أن المنطقة لا يمكنها تحمّل أي نوع من الصراعات الجديدة، داعيا جميع الأطراف إلى حل أي مشكلة من خلال نقاش مفتوح وحوار وأي نوع من التفاوض إذا لزم الأمر.
وبخصوص الوضع في الصومال والخلافات بين الحكومة الفدرالية وبعض الأقاليم مثل بونتلاند وجوبالاند، يؤكد الأمين العام لـ”إيغاد” أن المنظمة حاضرة دائما لمنع عودة الصومال إلى الوضع الذي كان عليه سابقا، ويشدد على أن المنطقة لا يمكنها تحمّل تحد آخر أو صراع آخر أو مشكلة أخرى في الصومال.
