هز ارتفاع جنوني وغير مسبوق أسواق الأسمنت في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، حيث قفزت الأسعار بأكثر من 25% في أعقاب ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مصنعي الأسمنت الرئيسيين في عمران وباجل.
هذا التصعيد الخطير يلقي بظلال قاتمة على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية أصلاً في البلاد، وينذر بتداعيات وخيمة على قطاع البناء وحياة المواطنين.
وكشفت مصادر محلية عن زيادات مفاجئة وصادمة في أسعار مختلف أنواع الأسمنت المتداولة, فقد ارتفع سعر الكيس الواحد من “أسمنت الوطنية الأحمر” من 3,300 ريال يمني إلى 3,800 ريال، بينما قفز سعر “أسمنت الوطنية الأخضر” من 3,100 ريال إلى 4,000 ريال. ولم يسلم “أسمنت الوطنية للتشطيبات” من هذا الارتفاع الحاد، حيث صعد من 2,800 ريال إلى 3,350 ريال.
أما مصنعا الأسمنت اللذان تعرضا للقصف الإسرائيلي المباشر، فقد شهدا ارتفاعات قياسية. إذ قفز سعر “أسمنت باجل” من 2,900 ريال إلى 4,000 ريال، وارتفع سعر “أسمنت عمران” من 3,300 ريال إلى 4,300 ريال. هذه الزيادات الصاروخية خلقت حالة من الهلع والارتباك في أوساط المواطنين والمقاولين على حد سواء، الذين باتوا يخشون من توقف مشاريعهم وارتفاع تكاليف البناء بشكل غير محتمل.
وأكدت المصادر أن القصف الإسرائيلي خلف دمارًا هائلاً في البنية التحتية للإنتاج. فقد خرج مصنع عمران، الذي يعتبر الأكبر في اليمن، عن الخدمة تمامًا بعد تدمير خطي إنتاجه الرئيسيين. وبالمثل، توقف مصنع باجل في محافظة الحديدة عن العمل نتيجة للأضرار الجسيمة التي لحقت به.
وفي سياق متصل، أشارت المصادر إلى أن جماعة الحوثي كانت قد فرضت قيودًا مشددة على استيراد الأسمنت من الخارج، وذلك ضمن ما تصفه الجماعة بسياسة “توطين الصناعة”. وقد أدى هذا الإجراء، بالتزامن مع تدمير المصانع المحلية، إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير ودفع السوق نحو احتكار الأسعار واستغلال حاجة المستهلكين.
ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار هذا الوضع الراهن قد يؤدي إلى شلل تام في قطاع الإنشاءات، وتوقف المشاريع الإنمائية الحيوية.
كما يخشون من أن يتسبب ذلك في فقدان مئات الآلاف من العمال والموظفين ذوي الأجر اليومي لوظائفهم، في ظل تفاقم معدلات الفقر التي تجاوزت بالفعل 80% من سكان اليمن.
ويرى الخبراء أن التدخل العاجل لإيجاد حلول بديلة واستيراد الأسمنت بشكل عاجل قد يكون ضروريًا لتجنب كارثة اقتصادية وإنسانية وشيكة.
الكلمات المفتاحية: أسعار الأسمنت – اليمن – الحوثيون – قصف إسرائيلي – عمران – باجل – ارتفاع الأسعار – اقتصاد – بناء – مقاولون – أزمة اقتصادية