إعداد: رياض شرف و هاشم بحر
يشهد الجنوب ومحافظاته من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا منعطفًا تاريخيًا مهمًا بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، الثورة التي جسدت معاني الإرادة والصمود والانتصار، وأرست أسس الحرية والاستقلال بعد نضالٍ طويل ضد الاحتلال البريطاني الذي جثم على الجنوب قرابة 129 عامًا.
وبهذه المناسبة الوطنية الخالدة، برزت مجددًا اللحظات والمواقف والمنعطفات التاريخية منذ اندلاع شرارة الثورة من جبال ردفان الشمّاء وحتى يوم الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر بالعاصمة عدن.
وفي هذا الإطار، أجرينا استطلاعًا ميدانيًا لآراء عدد من الشخصيات والنشطاء والمواطنين حول دلالات هذه الذكرى العظيمة ومعانيها المتجددة في وجدان أبناء الجنوب.
العميد نصر فضل الشاؤوش:
ثورة 14 أكتوبر كانت بداية الانطلاق نحو الحرية والتحرير، وهي الشرارة الأولى التي مهدت الطريق للاستقلال الوطني. إننا كجنوبيين مطالبون اليوم بالتمسك بقيم الثورة، والوفاء لشهدائها ومناضليها، وتجسيد مبادئها في الحرية والسيادة والقرار المستقل.
هذه الثورة لم تكن مجرد حدث تاريخي، بل مشروع وطني متجدد يجب أن نصونه ونبني عليه مستقبل الجنوب.
ماجد محمود عبدالله الحريري:
في هذا اليوم الخالد نحتفل بالذكرى الـ62 لانطلاقة الثورة من جبال ردفان الأبية، ونبعث التهاني إلى شعب الجنوب الباسل.
إن تضحيات الأبطال لن تذهب سدى، وما علينا اليوم إلا توحيد الصفوف ولمّ الشمل خلف القيادة السياسية المتمثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي للمضي قدمًا نحو نيل الاستقلال الثاني.
نسأل الله أن يوفقنا لتحقيق أهداف الثورة وأن يحفظ الوطن والمواطن.
رأفت كوكني:
إحياء ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر ليس مناسبة للاستعراض أو التغني بالماضي فحسب، بل محطة للتأمل واستخلاص العِبر. فالوحدة الوطنية وقوة الإرادة هما سلاح الشعوب في معارك المصير. إن احتفاءنا بهذه الذكرى تجديد للعهد بالوفاء للشهداء والعمل من أجل غدٍ أفضل يجسد قيم الثورة: الحرية، العدالة، والكرامة الإنسانية، والتأكيد على استمرار المشروع التحرري الجنوبي واستعادة الدولة على حدود ما قبل عام 1990م.
صقر السقاف:
تحل علينا ذكرى الثورة المجيدة التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان بقيادة البطل راجح بن غالب لبوزة ورفاقه، إيذانًا ببدء الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني. هذه المناسبة الخالدة تجسد إرادة الشعب الجنوبي في التحرر والاستقلال، وتبرز أهمية وحدة الصف والكلمة في مواجهة التحديات الراهنة.
فثورة 14 أكتوبر ليست مجرد ذكرى، بل دعوة متجددة لاستلهام روح النضال في بناء الدولة وتحقيق السيادة.
خالد الهلالي:
الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر تمثل قيمة عظيمة في الوجدان الجنوبي من المهرة إلى باب المندب.
إنها ذكرى الصمود والتحدي والانتصار، وتؤكد أننا أقوى من أي احتلال أو محاولة للنيل من إرادتنا. ما شهدناه من احتفالات في الضالع وشبام وعموم المحافظات يجسد التلاحم الجنوبي الحقيقي، ويبعث رسالة واضحة للعالم: إن الجنوب جسد واحد ويد واحدة في وجه كل من يحاول المساس بوحدته وكرامته.
سلطان عبدالكريم:
شهد الجنوب من أقصاه إلى أقصاه لوحة وطنية رائعة جسدت معاني الوفاء والتلاحم في الذكرى الأعظم في تاريخ شعبنا.
ثورة 14 أكتوبر ليست فقط ماضٍ مجيد، بل مستقبل نرسمه بدماء الأحرار وإصرار الأجيال على مواصلة المسيرة نحو تحقيق أهداف الثورة الكبرى: الاستقلال الثاني واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
خاتمة الاستطلاع:
تؤكد آراء المشاركين أن ثورة 14 أكتوبر المجيدة لم تكن حدثًا عابرًا، بل محطة تاريخية رسخت الوعي الوطني الجنوبي، وأطلقت مشروع التحرر والسيادة الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم.
وستظل هذه الذكرى منارة للأجيال، تذكرهم بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع بإرادة الشعوب الحية وعزيمة الأحرار.
