روعة جمال
إن إظهار العداء لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ينتج عنه سلبيات في العلاقات العربية المحيطة بدولة الجنوب العربي، بحيث يركز الأعداء والمرتزقة على هذا الجانب لإبعاد الجنوبيين عن عروبتهم. يختلقون قصصًا وأكاذيب ويروجون مسميات لا تمت للواقع بصلة، وهذا لأجل نتخلى عن أصدقائنا ليسهل لهم ابتلاعنا.
وجدوا أن دولة الإمارات العربية الشقيقة هي سبب قوي في قوتنا، ووجدوا من المملكة العربية السعودية قبولًا في مطالب الجنوبيين في استعادة دولتهم. فعملوا على شحن الشعب الجنوبي ضد هاتين الدولتين اللتين قدمن لدولتنا الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي.
وعندما وجدوا أنفسهم أمام جيش جنوبي قوي ودعم عربي ملتف حول الجنوبيين، سعى الشماليون إلى حرب خدمات، ومن ثم اتهام دول صديقة مثل الإمارات والسعودية بها، ومن ثم تصدير أفكار غبية، ومنها احتلال الجنوب أو سقطرى أو شجرة دم الأخوين في أكبر أكذوبة عرفها العصر. لهذا عملوا على الدعوة لشتم الإمارات واتهامها بكل ما يحصل في الجنوب من تردي الخدمات، ثم يتهمونها باحتلال سقطرى ويكذبون.
يصدق البعض هذه الأكاذيب ويتماهى معهم في شتم الإمارات، معتقدين أن هذا حقيقة. وعندما جاء قائد عيدروس إلى العاصمة عدن، زار كل محافظات الجنوب العربي، وكانت سقطرى آخر محافظة يحط رحله فيها، ورفعت أعلام الجنوب، وأُخرست أكاذيبهم.
المؤلم جدًا أن من كان يعطي اهتمامًا للأخبار الكاذبة والملفقة يقضي طرفًا عندما ينكشف الكذب، بل بعضهم يسعى ليأتي بتبريرات أخرى غبية وهمجية. والأغرب من هذا كيف سمحنا لأنفسنا أن ننسى دعم الإمارات لنا؟ وكيف نسينا ما عملته الإمارات عندما قامت بضرب جيش مأرب على أبواب العاصمة عدن؟
دفعت الإمارات ثمن حمايتها للجنوبيين، حيث قدمت الشرعية الشمالية اتهامًا أمام مجلس الأمن لدولة الإمارات بضربها جيشًا وطنيًا لأجل مليشيات جنوبية لديها نزعة انفصالية. ومن ثم أقدمت الإمارات على دعمنا واستمرت، وأدخلت قواتنا المسلحة في شرعيتهم التي كانوا يتمدحون بها.
وسعت دولة الإمارات إلى جعل قواتنا الجنوبية قوات نظامية شرعية غصبًا عن الجميع، وهذا ما قهرهم وزاد من كرههم لدولة الإمارات لأنها مع الجنوبيين حتى استعادة دولتهم.
إنني أجد للشماليين سببًا في شتم الإمارات وكرهها، ولكن لا أجد حقيقة سببًا في شتم جنوبيين لدولة صديقة أو إظهار العداء لها.
إلى هذا الحد وصل بكم الحال يا أبناء الجنوب العربي تشتمون من أحسن إليكم لأجل ترضوا أعداء الجنوب؟
يا شعب الجنوب، فكونوا شعبًا أصيلًا يسعى إلى رد جزاء الإحسان إلا إحسانًا.