الثيران تعتذر عن ذنب لم ترتكبه والمتهم غائب… تحكيم قبلي يكشف هشاشة الولاء عند الحوثيين


روكب اليوم
2025-10-31 11:44:00

eab52e7e 6c70 4121 8b27 b54a5ff9f298

صنعاء – خاص

شهدت العاصمة صنعاء، خلال الساعات الماضية، تحكيمًا قبليًا مثيرًا بين الشاعر محمد الجرموزي والناشط الجحافي، على خلفية خلاف علني تصاعد في مواقع التواصل الاجتماعي وأثار جدلًا واسعًا بين أوساط المتابعين.

التحكيم الذي أقيم بحضور عدد من الوجهاء والمشايخ، غاب عنه الجرموزي بشكل كامل دون مبرر أو حتى رسالة اعتذار، في خطوة أثارت استغراب الحاضرين واستياء الناشطين، الذين اعتبروا الغياب إهانة للطرف الآخر وتقليلًا من شأن من حضروا جلسة التحكيم.

وبحسب مصادر محلية، انتهت الجلسة باعتذار جماعي من ممثلي الطرف الحاضر – وهم من أنصار الجحافي – في مشهد وصفه ناشطون بـ”المقلوب”، حيث اعتذر الأبرياء عن ذنب لم يقترفوه فيما ظلّ المتهم الحقيقي غائبًا، محصنًا بصمته ومكانته داخل دوائر النفوذ التابعة لجماعة الحوثي.

وسخر ناشطون من الحادثة بوصفها “مشهدًا يلخّص حال صنعاء”، التي تحكمها اعتبارات النسب والمكانة لا مبدأ العدالة والمحاسبة، مؤكدين أن ما جرى يفضح الطبقية المتجذّرة في ثقافة الجماعة الحوثية، حيث يُعامل بعض الأشخاص كـ”سادة” فوق القانون، فيما يُجبر آخرون على الاعتذار والتنازل مهما كانت المظالم واضحة.

ويرى مراقبون أن هذه الواقعة تمثل نموذجًا مصغرًا لما تشهده مؤسسات صنعاء من انهيار لمنظومة القيم والعدالة، وامتدادًا لثقافة الولاء التي تقدّم الانتماء السلالي على الموقف الأخلاقي، في مجتمع باتت التحكيمات القبلية فيه تُستخدم لتجميل صورة المتنفذين وتغطية أخطائهم، لا لإنصاف المظلومين.

وانتهت المسرحية – كما وصفها بعض الناشطين – باعتذار “الثيران” عن ذنب لم ترتكبه، بينما ظل الجرموزي في مأمن من اللوم، شاهدًا صامتًا على هشاشة الولاء وعدالة الغلبة التي تخنق صنعاء كل يوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks