
ونقلت صحيفة العربي الجديد عن تلك المصادر أن الجماعة نقلت نشاطها إلى دول أفريقية مطلة على البحر الأحمر، وعلى رأسها السودان، بمساندة مباشرة من طهران، عقب خسارتها المتكررة لشحنات أسلحة خلال الأشهر الماضية. وتشير المعلومات إلى أن الحوثيين نفذوا هجمات بحرية بالقرب من السواحل السودانية، كما ينشطون على سواحل الصومال وجيبوتي لمتابعة حركة السفن.
وقالت المصادر إن تحقيقات مشتركة بين القوات البحرية الإقليمية أثبتت أن الحوثيين حصلوا على مواد كيميائية تم تهريب الكثير منها عبر الساحل السوداني، ما أثار قلقاً متزايداً بشأن اتساع رقعة أنشطتهم إلى داخل الأراضي السودانية المضطربة بفعل الحرب الأهلية.
- ضبط شحنة ضخمة في ميناء عدن
وقال الضابط في الجيش اليمني حسين الآنسي إن قوات خفر السواحل، بالتنسيق مع التحالف العربي والدولي، أحبطت عدة عمليات تهريب تمت بمساعدة عناصر إيرانية عبر السواحل السودانية، مؤكداً القبض على عناصر حوثية اعترفت باستخدام الأراضي السودانية في تلك العمليات.
وأوضح الآنسي أن الحوثيين، وبدعم إيراني، كثفوا نشاطهم مؤخراً داخل السودان، حيث عقدوا لقاءات مع مهربين وتجار أسلحة وعناصر أجنبية، بعضها متورط في استهداف السفن بالبحر الأحمر. وأضاف أن خط التهريب السوداني لم يكن جديداً، لكنه تحوّل مؤخرًا إلى المسار الرئيسي بعد تضييق الخناق على خطوط التهريب التقليدية في الصومال وجيبوتي وإريتريا.
تقرير صادر عن منتدى الشرق الأوسط بتاريخ 30 سبتمبر الماضي أكد أن توسّع الحوثيين في السودان يهدد بإشعال صراع أوسع في المنطقة. وأوضح التقرير، الذي أعده الخبير الأممي السابق فرناندو كارفاخال، أن هجمات الحوثيين على سفينتي سكارليت راي وإم إس سي آبي قرب ميناء ينبع السعودي في سبتمبر الماضي، كشفت عن امتداد قدرات الجماعة إلى مسافة 600 ميل من السواحل اليمنية، أي على بُعد 160 ميلًا فقط من الساحل السوداني، ما يرجّح أن الهجمات أُطلقت من هناك أو من قوارب قريبة.
وأشار التقرير إلى أن إيران تدعم توسع الحوثيين في السودان، وتسهّل استخدامهم للموانئ والمستودعات في بورتسودان، بل واحتمال استغلال مطار المدينة كنقطة عبور للأسلحة والتكنولوجيا. كما نقل التقرير معلومات عن نقل طائرات مسيّرة وأنظمة صواريخ إيرانية إلى القوات المسلحة السودانية منذ أكتوبر 2023، وهو ما يزيد احتمال تسربها إلى الحوثيين.
في مواجهة هذا التمدد، تتحرك “الرباعية الدولية” المعنية بالملف اليمني – المكوّنة من السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا – لتعزيز نشاط القوات البحرية المشتركة، بمشاركة 35 دولة، بهدف دعم خفر السواحل اليمنية وتشديد الرقابة على خطوط الإمداد في البحر الأحمر.
ويُتوقع أن تشكل السواحل السودانية، خلال المرحلة المقبلة، محورًا رئيسيًّا في عمليات المراقبة الدولية، مع تزايد المؤشرات على تحوّلها إلى ساحة خلفية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، ما ينذر بتصعيد جديد في البحر الأحمر ذي الأهمية الاستراتيجية العالمية.