الخطيب الحضرمي سعود فيصل بن كليب النهدي في خطبة مؤثرة: كلمة الحق تُقال… رضي من رضي وأبى من أبى


روكب اليوم – متابعات
2025-08-16 02:58:00

من على منبر الجمعة امس، أطلق الخطيب الحضرمي المعروف سعود فيصل بن كليب النهدي، الملقب بـ”أبو محمد”، كلمات نارية حملت في طياتها رسالة صريحة للتجار، والصرافين، والمسؤولين في محافظة حضرموت واليمن عمومًا، مطالبًا إياهم بالعودة إلى ضميرهم، والتحلي بالأمانة التي أقسموا عليها، وتحمّل مسؤولياتهم أمام الله والشعب.

بدأ النهدي خطبته بالتأكيد على أن “كلمة الحق تُقال، رضي من رضي وأبى من أبى”، مضيفًا أن الحياة والموت بيد الله وحده، وأن من وضع الرأس هو من سيأخذه في الوقت الذي يحدده، في إشارة إلى أن الخوف من البشر لا ينبغي أن يمنع قول الحق.

رسالة شديدة اللهجة للتجار والصرافين والمسؤولين

وجه النهدي حديثه إلى التجار والصرافين، قائلاً: “أين الأمانة في البيع والشراء؟ وأين الأمانة في المناصب والوظائف؟”، مؤكداً أن الوظيفة أصبحت في نظر البعض تشريفًا لا تكليفًا، وهو ما يتنافى مع مبادئ المسؤولية الحقيقية.

وأضاف: “لدينا في محافظة حضرموت مقومات دولة كاملة، ومع ذلك لا توجد كهرباء. على ماذا أقسمتم؟ ألم تقسموا على الإخلاص في العمل والمحافظة على خيرات البلاد؟ هل أقسمتم على أن تعيش حضرموت في ظلام دامس؟”، في إشارة إلى استمرار أزمة الكهرباء التي تؤرق المواطنين في الوادي والساحل.

استشهاد بمقولة عمر بن الخطاب

وفي خطبته، استشهد النهدي بمقولة الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حين قال: “إني لأخاف أن يسألني الله لو تعثرت بغلة في الطريق لِمَ لم تصلح لها الطريق يا عمر”. ثم وجّه النهدي رسالته للمسؤولين قائلًا: “بغلة يا مدير المديرية، بغلة يا وكيل، بغلة يا محافظ، بغلة يا وزير، بغلة يا مجلس الرئاسة… ليس بشر!”، مؤكدًا أن المقصود هو الشعور بالمسؤولية تجاه أبسط الأمور، فما بالنا بمعاناة المواطنين التي يعرفها القائمون على شؤونهم ويشاهدونها يوميًا دون تحرك.

انتقاد السكون أمام معاناة الناس

تساءل النهدي عن أسباب الصمت والسكون تجاه الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أبناء حضرموت، مشددًا على أن الصمت لم يعد مقبولًا في ظل الظلام، وانقطاع الخدمات، وارتفاع الأسعار، وتدهور الظروف الاقتصادية.

وأكد في ختام خطبته أن الأمانة مسؤولية عظيمة، وأن الله سائِل كل مسؤول عن منصبه وأمانته، داعيًا الجميع – من أصغر موظف إلى أعلى مسؤول – إلى الخوف من الله، والعمل بصدق وإخلاص لرفع المعاناة عن كاهل الشعب، وإعادة الأمانة إلى نصابها.

وقد لاقت كلمات الخطيب تفاعلًا كبيرًا بين المصلين والحاضرين، حيث عبّر كثيرون عن تأييدهم لمطالبه، معتبرين أن ما قاله يعبر عن صوت المواطن الحضرمي واليمني بشكل عام، الذي ضاق ذرعًا بالوعود دون تنفيذ، وبالواقع المعيشي الذي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Enable Notifications OK No thanks