روكب اليوم
2025-06-22 16:37:00
وفي الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، قال الوزير الزنداني إن اليمن يدرك تماماً أهمية احترام سيادة الدول، لكنه في ذات الوقت يرفض أن يكون هذا المبدأ غطاءً لغض الطرف عن تدخلات إيران وأذرعها التي حولت دولاً عربية إلى منصات للابتزاز السياسي والأمني. وأضاف: “النظام الإيراني يتحمل كامل المسؤولية عن الانقلاب على الشرعية في اليمن، وتعميق معاناة شعبه بدعمه المستمر للمليشيات الحوثية الإرهابية”.
وحذر الزنداني من انخراط الحوثيين في أي تصعيد إقليمي جديد، مؤكداً أن مشاركتهم في أي مواجهة ستكون خطوة تصعيدية خطيرة تعرّض المنطقة لمزيد من الفوضى، وتُهدد أمن الممرات الدولية الحيوية، وعلى رأسها باب المندب.
التحرك الدبلوماسي اليمني جاء متكاملاً مع سلسلة من اللقاءات الثنائية الرفيعة التي عقدها الوزير الزنداني مع عدد من وزراء الخارجية العرب والمسلمين المشاركين في الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في إسطنبول.
ففي لقاءاته مع وزراء خارجية تركيا ومصر وسوريا، أكد الزنداني أن اليمن ليس غائباً عن مشهد التفاعل الإقليمي، بل يسعى من موقعه السيادي إلى بناء شراكات فاعلة، ومواجهة المشاريع التي تهدد وحدة الدول وتغذّي النزاعات.
وفي لقائه مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أعرب الزنداني عن تقديره لدور أنقرة في دعم اليمن سياسياً وإنسانياً، مشيداً بتولي تركيا رئاسة الدورة الحالية للمنظمة، ودورها في تعزيز التضامن الإسلامي.
كما ناقش مع وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي التنسيق المشترك تجاه التحديات التي تواجه المنطقة، مثمناً دعم القاهرة الثابت لوحدة اليمن واستقراره. وفي لقائه مع نظيره السوري، الدكتور أسعد الشيباني، أعاد التأكيد على أهمية توسيع العلاقات الثنائية، وشكر دمشق على تسهيل إعادة افتتاح السفارة اليمنية.
رسالة اليمن كانت واضحة: إن الصمت الدولي على التدخلات الإيرانية ليس حياداً، بل تواطؤاً يفاقم الكارثة. وإن اليمن، رغم الجراح، لا يزال واقفاً بشعبه وحكومته الشرعية، حاملاً قضيته أمام العالم، ومدافعاً عن أمنه، وسيادته، وهويته.