روكب اليوم
Published On 30/10/2025
|آخر تحديث: 14:36 (توقيت مكة)
يرى الفيلسوف الفرنسي إيريك سادين أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يهدد الإنسان بفقدان خصائصه الإبداعية والفكرية، وسيدشن مرحلة من الاضمحلال الإنساني والحضاري لم يدرك أكثر أنصاره حذرا مدى خطورتها.
واستعرضت صحيفة لوفيغارو -في تقرير بقلم أليا كوفين- تحذير سادين من أن الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد أداة مساعدة، بل سيؤدي إلى تآكل الهوية الإنسانية على المستوى الفكري والثقافي والحضاري، ويحولها إلى نسخة تابعة للنظام التقني.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of listوأوضحت الصحيفة أن سادين هاجم في كتابه “صحراء ذواتنا” أولئك الحمقى المتحمسين -حسب وصفه- لتخلي الإنسان عن ذاته، مستبعدا أي قبول للتعايش بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، ولا حتى ترويض هذه التقنية قبل تبنيها.
واستخدم الفيلسوف المثال الواقعي لابنة روبن ويليامز التي أطلقت نداءً يائسا لمتابعيها كي يتوقفوا عن إرسال مقاطع ديب فيك لوالدها، وذلك للتأكيد على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في إحياء أشخاص متوفين بشكل رقمي، وهو ما يسميه “تحنيطا رقميا” يحوّل حياة الإنسان إلى مجرد محتوى يستهلك دون احترام للذاكرة والفن.
ويرفض الفيلسوف، الذي بادر بتنظيم “القمة المضادة للذكاء الاصطناعي” في فبراير/شباط الماضي تزامنا مع القمة العالمية التي استضافتها فرنسا، تلك النظرة إلى التقنية القائلة إن التقدم خير بطبيعته.
الذكاء الاصطناعي لا يهدد مجرد الوظائف، بل الوجود البشري نفسه على المستوى الفكري والإبداعي، ومسؤوليته على ثلاثة أطراف متشابكة: السياسيون والمهندسون والاقتصاديون الذين بنوا هذا النظام في الخفاء
ويرى الفيلسوف الفرنسي أن الذكاء الاصطناعي، وخصوصا شات جي بي تي، ليس أداة بريئة ولا مجرد وريث للمطبعة، بل يمثل -في رأيه- تحولا فكريا وإبداعيا غير مسبوق أدى إلى محوٍ أنثروبولوجي وحضاري لم يدرك أنصار الذكاء الاصطناعي حجمه الحقيقي بعد.
ورغم التشخيص القاتم، يدعو سادين إلى الحفاظ على ما تبقى من الإنسانية، كحماية الضعف والفشل والعفوية التي تحافظ على روح الإنسان، ويشدد على أن مقاومة السيطرة التقنية واجب أخلاقي وإنساني، وأن “الحياة تجد طريقها دائمًا” حتى في أصعب الظروف.
ويحذر سادان من أن الذكاء الاصطناعي لا يهدد مجرد الوظائف، بل الوجود الإنساني نفسه على المستوى الفكري والإبداعي، محملا المسؤولية لثلاثة أطراف متشابكة: السياسيون والمهندسون والاقتصاديون، الذين بنوا هذا النظام في الخفاء، قائلا “هؤلاء لديهم جدول بيانات إكسل بدلا من القلب”.
