الذهب الرقمي.. كيف أصبحت البيتكوين أصلاً تتنافس عليه البنوك المركزية؟ : روكب اليوم الاقتصادية

عندما أطلق «ساتوشي ناكاموتو» البيتكوين عام 2009، لم يكن يتوقع أن تصبح عملته —التي صُمّمت كتمرد على النظام المالي التقليدي بعد أزمة 2008— موضوعاً رئيسياً في اجتماعات البنوك المركزية وصناديق الاستثمار السيادية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });

شهدت سوق العملات المشفرة سلسلة من الانهيارات الكبرى، أبرزها سقوط منصة FTX عام 2022 وخسارة مليارات الدولارات من أموال المستثمرين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });

لكن تلك الكارثة كانت أيضاً نقطة التحول، إذ دفعت الحكومات نحو تنظيم السوق بدل حظرها، لتبدأ مرحلة جديدة من «الرقابة الذكية».

الاتحاد الأوروبي أقرّ في 2023 أول قانون شامل ينظّم الأصول المشفّرة (MiCA)، فيما بدأت الولايات المتحدة في إلزام منصات التداول بالتسجيل والإفصاح المالي. أما في آسيا، فتبنّت هونغ كونغ وسنغافورة نماذج أكثر مرونة لجذب الشركات المشفّرة.

أما على صعيد الاستثمار المؤسسي، فقد أصبحت كبرى الشركات المالية — مثل BlackRock وFidelity – تُدرج صناديق تداول مرتبطة بالبتكوين (Bitcoin ETFs) في الأسواق الأميركية، ما أضفى شرعية مالية غير مسبوقة.

في خطوة تعكس تحولاً جذرياً، بدأت بعض البنوك المركزية في دراسة إدراج العملات الرقمية ضمن احتياطاتها المستقبلية، بينما تطور أخرى نسخاً رقمية من عملاتها السيادية (CBDCs).

وفي يوليو 2024، ناقش بنك التسويات الدولية (BIS) إمكانية استخدام العملات المشفرة ضمن سلة الأصول العابرة للحدود، شرط أن تكون خاضعة للتنظيم والشفافية.

رغم تراجع الأسعار الحاد في 2022، استعادت البيتكوين بريقها في 2024 مع تجاوزها حاجز 70 ألف دولار، لتُلقّب مجدداً بـ«الذهب الرقمي».

ويرى محللون أن ندرتها (21 مليون عملة فقط يمكن إصدارها) تمنحها صفات شبيهة بالذهب الطبيعي، لكن مع قابلية نقل وتداول فوري عالمي.

رغم كل هذا التقدّم، لا تزال تقلبات الأسعار والاستهلاك الكبير للطاقة من أبرز العقبات أمام الاعتراف الكامل بالبيتكوين كأصل آمن.

ومع ذلك، يرى الخبراء أن دخول المؤسسات الكبرى والبنوك المركزية على الخط يجعل التراجع الكامل مستبعداً.

وما بين «عملة رقمية بلا غطاء» و«أصل مالي محتمل في محافظ البنوك المركزية»، تقف البيتكوين اليوم على مفترق طرق بين عالمين، أحدهما لا يزال يشكّك، والآخر بدأ يستعد لعصر الذهب الرقمي.