
ثورة غضب عارمة اجتاحت عضو مجلس القيادة الرئاسي “طارق عفاش” فأطلق بيان ناري يهدد ويتوعد ويطالب الرئيس رشاد العليمي بعدم الممارسات التي لا تنسجم مع ماتم الاتفاق عليه بين كافة أعضاء المجلس الرئاسي، بل ووصل الأمر الى ان البيان اتهم العليمي بالخروج عن الدستور وتجاوز الخطوط الحمراء.
“طارق عفاش” رجل وطني مخلص ولا يستطيع أحد أن يشكك في وطنيته واخلاصه، وهو إلى جانب ذلك رجل شجاع ومقاتل شرس لا يخشى الحروب والمواجهات، وما يحسب لهذا القائد المحنك انه لم يفعل كما فعل الاخرون الذين أصابهم الذعر فتركوا كل شيء
ولاذو بالفرار مع عائلاتهم وأقاربهم للعيش في القنادق والقصور الفارهة، لكن طارق عفاش صمد في أرضه وبين مقاتليه، فهو كقائد عسكري محنك يعلم جيدا ان الحياة المترفة فى الأماكن المريحة كالقصور و الفنادق والغرف المكيفة والأكل اللذيذ، مع الاستجمام والتعود على قضاء أجمل الأوقات من شأنه ان يقتل عزيمة أشرس الرجال ويجعلهم يكرهون الحروب، ولا يطيقون سماع دوي المدافع بعد ان اعتادوا على سماع الأغاني والطرب والرقص في البارات والمراقص.
لذلك لقيت دعوة طارق عفاش لساكني الغرف المكيفة في الفنادق والقصور للعودة إلى أرض الوطن وحمل السلاح وخوض المواجهات الشرسة استحسان كبير من قبل كل الاطياف، حتى وان كانت كلمة مزعجة لمن يرفض العودة لوطنه وينعم هو وعائلته في بحبوحة العيش، فقد كان محق في دعوته وفي كل كلمة قالها.
وبسبب خبرته العسكرية الطويلة التي اكسبته الخبرة في القتال والمواجهة، وجعلته قائد محنك، فهو يعي تماما ويدرك كل الإدراك انه لا يمكن لأي قائد عسكري مهما بلغ من الذكاء والحنكة العسكرية والشجاعة ان يحقق اي نصر مالم يكن متواجد مع جنوده في أرض المعركة، أما من يقود الجيوش من داخل الفنادق والغرف المكيفة ويحرك الفرق والألوية العسكرية
عبر الواتس، فهو واهم ويشبه قائد عسكري أحمق يريد ان يسقط طائرة حربية متفوقة باستخدام الحجارة أو المنجنيق.
وكلمة صادقة أقولها للقائد طارق عفاش، بأن من دفعك لاصدار البيان، أو نصحك وأشار عليك بهذه الخطوة، فهو أما إن يكون غبيا أو لايحب لك الخير ويريد ان يوقعك في الفخ، وعليك أن تختار مستشارين اذكياء ومخلصين، ويشيرون عليك بما يعود بالمنفعة والفائدة على الصالح العام، وليس فقط مصالحهم الشخصية، وإلا بالله عليك كيف تصدر بيان ضد العليمي رغم انكما عضوين في المجلس الرئاسي، وتشكلان العمود الفقري لهذا المجلس، وكان يمكن تبرير هذا البيان لو ان العليمي رفض استقبالك، أو لم يسمح بالتحدث أليك، فالبيان يظهر القائد طارق عفاش وكأنه لا حول له ولا قوة ولا يقدر حتى على اللقاء بالرئيس العليمي، إضافة إلى ذلك فلم يلقى البيان استحسان شعبي كونك صمت طويلا عن معاناة أبناء الشعب اليمني العظيم ولم تهاجم اللصوص والفاسدينن، وهو ما جعل الغالبية يعتقدون ان هناك أمر شخصي ودوافع أنانية لبعض الأشخاص المتمصلحين من حولك، ولذلك دفعوك واقنعوك بإصدار البيان الغاضب.
الرئيس رشاد العليمي تصرف يذكاء وشجاعة وحكمة، فهو رجل رزين العقل، وقد أدرك ان الصمت هو أفضل طريقة للرد على البيان، فهو يعي ان حرب البيانات لن تسمن ولن تغني من جوع، وبإمكان طارق عفاش الاتصال به او الالتقاء معه بشكل مباشر للتحدث وحل المشكلة بطريقة عقلانية ومنصفة، ومن فضل الله على طارق عفاش ان منحه عقل ذكي، وقد فهم معنى التزام العليمي للصمت، ووصلته الرسالة، لذلك سارع يتصل بالعليمي ليبارك له ويهنئه بمناسبة رأس السنة الهجرية، ولا شك ان هذا الاتصال سيتبعه لقاء اخوي ينهي سوء الفهم، وسيجدون الحلول المناسبة بطريقة ترضي الجميع وتحقق المصلحة الوطنية بإذن الله.