
- حل الدولتين خيار متفق عليه ضمن عملية سياسية بعد إسقاط الحوثي
- القوات الجنوبية شريك للتحالف وعلى تنسيق مع الأمريكان
وقال الزبيدي في حوار بثّته قناة “الحرة” الأمريكية، أمس، إن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل الكيان السياسي الحامل لقضية شعب الجنوب، موضحًا أن تأسيسه في 4 مايو 2017م جاء امتدادًا لنضالات الحراك والمقاومة الجنوبية، بهدف استعادة الدولة المستقلة وبناء مؤسساتها على أسس مدنية وديمقراطية. وأضاف أن المجلس “مرّ بمحطات محلية وإقليمية مفصلية أبرزها اتفاق ومشاورات الرياض”، مؤكداً أنه يواصل ترسيخ قواعده التنظيمية والسياسية استعداداً للمرحلة القادمة.
وأوضح الزبيدي أن العملية السياسية تمر بمرحلة معقدة لكنها تسير وفق تفاهمات واضحة بين مكونات مجلس القيادة الرئاسي، لافتًا إلى أن هناك اتفاقًا استراتيجيًا على أن مرحلة ما بعد إسقاط الحوثي ستفضي إلى عملية سياسية مرنة تُكرّس لحل الدولتين، بحيث يستعيد الجنوب دولته المستقلة.
وأضاف أن الجنوب تمكن من تحرير كامل أراضيه وبسط سيطرته عليها، في حين لا تزال مناطق الشمال تحت سيطرة الحوثيين، مبينًا أن الجهود المشتركة حاليًا تتركز على “تحرير الشمال ومحاربة الحوثي باعتباره العدو المشترك والخطر الأكبر على الجميع”.
وبيّن الزبيدي أن مناطق محررة في تعز ومأرب عبّرت عن رغبتها بالانضمام إلى دولة الجنوب العربي، مؤكدًا أن المجلس الانتقالي يرحب بهذه التوجهات، وأنه “سيتم التفاهم لاحقًا حول شكل الحكم والإدارة المحلية لهذه المناطق بما يضمن حقوق سكانها ويحترم خصوصيتهم”.
وشدد الزبيدي على أن “دولة الجنوب القادمة لن تحمل اسم اليمن، بل ستُعرف باسم الجنوب العربي”، مضيفًا أن الدولة المنشودة ستكون مدنية فيدرالية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، وتمنح كل محافظة حق إدارة شؤونها المحلية بعيدًا عن المركزية أو الهيمنة القبلية والطائفية التي تميّز سلطة الشمال.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الدولية، أوضح الزبيدي أن القوات المسلحة الجنوبية تعمل في شراكة ميدانية مع التحالف العربي، وأن التحالف بدوره ينسق مع الجانب الأمريكي في ملفات مكافحة الإرهاب والحرب ضد الحوثي، مشيرًا إلى أن هذا التعاون قائم منذ عام 2015م.
وقال إن علاقة الجنوب بالولايات المتحدة “ممتازة”، وإن المجلس يسعى إلى بناء “شراكة استراتيجية طويلة الأمد” بحكم الموقع الجيوسياسي الحساس للجنوب في باب المندب.
وأكد الزبيدي أن جميع مكونات مجلس القيادة الرئاسي متفقة على اعتبار الحوثي عدواً مشتركاً، مع احترام كل طرف لخيارات الآخر السياسية، مضيفًا أن “بعد الحرب سيكون حل الدولتين هو المخرج الواقعي والنهائي للأزمة”.
وجدد التأكيد على أن الدولة الجنوبية القادمة ستقيم علاقات متميزة مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وكافة دول الخليج، معرباً عن تطلع الجنوب ليكون جزءاً فاعلاً في مجلس التعاون الخليجي، مشددا على أن العلاقة مع دول التحالف العربي علاقة مصيرية ومعمدة بالدم، مشيداً بدور الأشقاء في دعم القوات المسلحة وبناء مؤسسات الدولة.
وفي ما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، أوضح الزبيدي أن الحرب على غزة غيّرت المشهد الإقليمي، وقال:
“بعد 7 أكتوبر حصل تراجع في مسألة التطبيع، واليوم بات واضحًا أن اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية مستقلة هو حجر الزاوية لأي توجه نحو التطبيع، وهذا هو أيضًا موقف دولة الجنوب العربي المستقبلية”.
وختم الزبيدي حديثه بالتأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي ماضٍ بثبات نحو استعادة دولته المستقلة، وبناء شراكات استراتيجية تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفًا أن “الجنوب العربي سيكون شريكًا فاعلًا للمجتمع الدولي في تأمين باب المندب ومكافحة الإرهاب وحماية المصالح العالمية في البحر الأحمر”.