
يضع السعوديين أيديهم على قلوبهم، خشية تعرضهم لمؤامرة دنيئة وخسيسة ستثير غضبهم وتحرق قلوبهم، فالخيانة والغدر والتآمر شيء مقزز ومنفر وليست من الأخلاق، بل إن الخيانة هي الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الغالبية الساحقة من البشر أن يغفروها، وتترك اثرا مدمرا في النفوس.
المؤامرة الدنيئة والطعنة الغادرة التي يخشى منها السعوديين، سبق وأن تعرضت لها دولة الجزائر في العام 1982، فقد تامرت ألمانيا والنمسا في الدور الأول من كأس العالم عام 1982 لإخراج الجزائر من البطولة، والتأهل سويا إلى الدور الثاني الذي يضم 16 منتخبا، وكانت الجزائر قد أحدثت مفاجأة مدوية عندما فازت على ألمانيا في كأس العالم 82 الذي أقيم في اسبانيا.
وملخص المؤامرة الحقيرة تمثلت في الاتفاق المسبق بين المنتخبين الألماني والنمساوي للصعود الى دور ال16 على حساب الجزائر ، ولكي يحدث ذلك ويصعد الفريقين وتخرج الجزائر، فكان لا بد ان تفوز ألمانيا بهدف دون مقابل وهو ما حدث فعلا ، وهذه الفضيحة الكروية والمؤامرة الخسيسة أطلق عليها” فضيحة خيخون” كما وصف النقاد والمحللين الرياضيين تلك المباراة بأنها أكبر فضيحة في عالم كرة القدم، ولذلك غيرت الفيفا نظامها فصارت تقام المباراة الأخيرة للمجموعات في نفس التوقيت حتى لا يتم التلاعب بالنتائج.
هذا هو تماما ما يخشاه السعوديين من جماهير فريق الهلال السعودي المشارك في كأس العالم للأندية والتي تقام حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كشف خبير اللوائح بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بدر بالعبيد، عن سيناريوهات صادمة قد تُبعد نادي الهلال من منافسات كأس العالم للأندية، حتى في حال فوزه على باتشوكا، وذلك وفق شروط محددة تتعلق بنتيجة مباراة ريال مدريد وسالزبورغ.
فالهلال يمتلك نقطتين وفوزه على الفريق المكسيكي “باتشوكا” سيرفع رصيده إلى خمس نقاط فيتأهل، بغض النظر عن نتيجة مباراة ريال مدريد وسالزبورغ، لكن بشرط واحد: ألا يتجاوز التعادل بينهما هدفين، بمعنى “إذا فاز الهلال بنتيجة هدف واحد.او حتى هدفين نظيفين على باتشوك، وتعادل ريال مدريد وسالزبورغ 0-0 أو 1-1، سيتأهل الهلال” لكن الخطر يكمن في سيناريو التعادل الكبير بين ريال مدريد وسالزبورغ، فإذا تعادل الهلال وسالزبورغ بالنقاط، وتعادل ريال مدريد وسالزبورغ بنتيجة 2-2 أو أكثر 3-3 أو حتى 4-4 فهذا سيُقصى الهلال بسبب ترتيب الأهداف”.
والخلاصة ان فريقا ريال مدريد وسالزبورغ قد يقومان بمؤامرة حقيرة لإقصاء فريق الهلال السعودي واخراجه من المنافسة في بطولة كأس العالم للأندية، تماما كتلك المؤامرة التي قام بها المنتخبان الألماني والنمساوي في كأس العالم 82 ليضمنا الصعود معا، وهذا يعني أن أي تعادل بين ريال مدريد وسالزبورغ بأكثر من هدفين، مع فوز الهلال، سيجعل التأهل مرهونًا بفارق الأهداف، وأوضح العبيد هذا الأمر بأن تعادل الهلال مع سالزبورغ بنقاط متساوية ونتيجة 2-2 أو أكثر سيقصيه من البطولة، حتى لو فاز على “باتشوكا” المكسيكي.
لكن بإذن الله يتمكن فريق الهلال السعودي أن يرد كيدهم في نحورهم، ويفسد المؤامرة التي يمكن ان يخطط لها ريال مدريد وسالزبورج لضمان تأهلهما معا، ويتمكن من التاهل، لكن لتحقيق هذه الغاية، فإن المطلوب من لاعبي الهلال الذين سيخوضون مباراتهم الاخيرة والحاسمة بعد ساعات قليلة من الان، وتحديدا في الرابعة فجرا بتوقيت مكة المكرمة، من صباح غدا الجمعة ان يبذلوا جهد جبار، وهجوم كاسح منذ انطلاق المباراة، لتحقيق الفوز بفارق ثلاثة أهداف نظيفة على فريق باتشوك، وعندها يضمن التأهل مهما كانت نتيجة اللقاء بين ريال مدريد وسالزبورج، وبالله التوفيق.