Site icon روكب اليوم

الشهيد حسام محمد حسن اللهبه شهيد السلم… الذي صمد ومات في حضن العاصمة عدن

%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF %D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%85

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في مديرية الشيخ عثمان في العاصمة عدن، وُلد عام 1987م، شاب حمل حلم الجنوب على كتفيه، وظل يمشي به في الشوارع، وفي الساحات، وفي قلب كل فعالية سلمية، حتى اغتاله رصاص الاحتلال اليمني (الشمالي)، في وضح النهار، وأمام أعين طفلته الصغيرة.
إنه الشهيد حسام محمد حسن اللهبه واحد من أوائل شباب العاصمة الذين آمنوا بأن الحرية تُنتزع بالكلمة أولًا، ثم تحرس بالدم.

البداية: من الشيخ عثمان إلى قلب كل ساحة:
نشأ حسام في أسرة عدنية بسيطة، أحب العاصمة عدن كأنها أمه الثانية، وتزوج باكرًا، وأنجب طفلة أصبحت ملاذه وحلمه الأجمل… لكن الوطن كان دائمًا في صدره، ولذلك انخرط مبكرًا في صفوف الحراك السلمي الجنوبي.
كان من المشاركين الدائمين في جميع الفعاليات والمسيرات السلمية التي شهدتها العاصمة عدن، مؤمنًا أن الكرامة لا تُمنح بل تنتزع.

رصاصة الخيانة:
في صباح يوم 13 مارس 2013م، وبينما كانت العاصمة عدن تتنفس نضالًا وسلمًا، اغتالت قوات الاحتلال اليمني (الشمالي)، الشهيد حسام اللهبة إلى جانب صهره عمر مشعل، أمام أنظار أسرته، وطفلته الصغيرة التي كانت تلوح له بيدها دون أن تدرك أن الوداع هذه المرة كان الأخير.

وداع يليق بالشهداء:
جنازته تحوّلت إلى تظاهرة وطنية… شيعه عشرات الآلاف من أبناء الجنوب، بعد الصلاة عليه في الشارع الرئيسي بمنطقة المعلا، في موكبٍ مهيب لم تعرف له العاصمة عدن مثيلًا منذ سنوات.
كان ذلك اليوم درسًا في الوفاء، ورمزًا لقيمة الشهادة في قلب كل جنوبي حر.

إرث الشهيد:
حسام لم يكن مجرد ناشط سياسي، بل كان رمزًا للنضال السلمي العدني، ورائدًا من رواد الثورة الجنوبية السلمية.
دمه، الذي اختلط بتراب العاصمة عدن، صار شاهدًا على ظلم المحتل، وصموده أصبح قصة تُروى في كل منزل جنوبي يؤمن بقضية الاستقلال والكرامة.

في الختام:
حسام اللهبة، لم يكن يملك سلاحًا، بل قلبًا، ولم يكن يقاتل برصاصة، بل بموقف… استشهد لأنه صدّق أن الجنوب يستحق الحياة، فقدم حياته فداءً له.
سلام على من صدقوا… ومضوا… سلامٌ على حسام، وعلى طفلته التي ستكبر وتحمل اسم والدها بفخر،
وسلامٌ على العاصمة عدن التي ودّعت بطلًا واحتفظت بذكراه في كل شارعٍ وساحة.

– نائب رئيس تحرير صحيفة “عدن الأمل” الإخبارية، ومحرر في عدد من المواقع الإخبارية.

Exit mobile version