الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في مدينة الحبيلين الشامخة كجبال ردفان، وُلد الشاب عبيد أحمد محمد محسن الفضلي عام 1995م، ليكتب فصلًا من فصول الشجاعة الجنوبية، ويصبح أيقونة للفداء في وجه الاحتلال اليمني الذي حاول خنق صوت الجنوب، لكنه واجه شبابًا لا يعرفون الانحناء.
النشأة والتعليم:
نشأ عبيد في أسرة جنوبية بسيطة وفقيرة، بالكاد استطاع إكمال دراسته حتى الصف السابع في مدرسة الكبسي بمدينة الحبيلين، لكن ظروف الحياة الصعبة أجبرته على ترك مقاعد الدراسة والتوجه مبكرًا إلى سوق العمل لمساعدة أسرته في لقمة العيش.
لكن رغم تلك الظروف، ظل قلبه نابضًا بحب الوطن، وروحه معلقة براية الجنوب.
فدائي مبكر:
لم تمنعه قساوة الحياة من أن يكون في مقدمة الصفوف الثائرة.
كان من أوائل المشاركين في الفعاليات السلمية التي شهدتها ردفان، وكان حضوره دائمًا في ساحات الاعتصام والمسيرات الرافضة للاحتلال اليمني (الشمالي).
ومع تصاعد قمع النظام اليمني وارتكابه للمجازر بحق المتظاهرين الجنوبيين، قرر عبيد الانتقال من اللافتة إلى البندقية، ليحمل السلاح دفاعًا عن مدينته وأهله وكرامته، خاصة في القطاع الغربي للحبيلين الذي كان ساحة ملتهبة لمواجهات مستمرة مع قوات الاحتلال اليمني (الشمالي).
لحظة الاستشهاد:
في أحد أكثر أيام المواجهات دموية، وتحديدًا بتاريخ 13 يونيو 2011م، وأثناء مشاركته في صدّ هجومٍ بمدرعات ودبابات الاحتلال اليمني على أطراف الحبيلين، أُصيب برصاصة مباشرة في رأسه أثناء مواجهة بطولية.
رغم الإسعاف والمحاولات الحثيثة لإنقاذه، فارق الشهيد عبيد الحياة متأثرًا بإصابته، بعد أن سطّر ملحمة في الشجاعة والإقدام، وهو لا يزال في عمر السادسة عشرة.
الشهيد. عبيد… اسم لا يموت:
تحوّل الشهيد. عبيد الفضلي، بعد استشهاده إلى رمز في ردفان، يُذكر اسمه في كل حديث عن البطولة، وتُروى قصته للأجيال الجديدة التي لم تعش زمن الغضب، لكنها ورثت روح التحدي.
لم يكن يحمل رتبة عسكرية ولا منصبًا، لكنه حمل شرف الدفاع عن الأرض، وسجّل اسمه في سجل الشهداء الفدائيين الذين وهبوا أرواحهم لتعيش قضية الجنوب.
في الختام:
الشهيد عبيد الفضلي، لم يكن بحاجة لسنوات طويلة حتى يثبت وطنيته، بل في ستة عشر عامًا فقط، فعل ما لا يستطيع كثيرون فعله في عمرٍ كامل.
سلامٌ على روحه، وسلامٌ على ردفان التي أنجبت رجالًا لا يعرفون الخوف،
وسلامٌ على الجنوب الذي لا يُهزم ما دام فيه من يشبه عبيد.
– نائب رئيس تحرير صحيفة “عدن الأمل” الإخبارية، ومحرر في عدد من المواقع الإخبارية.