روكب اليوم – متابعات
2025-08-07 11:16:00
*بسم الله الرحمن الرحيم*
قال تعالى:
“مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا، وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم بغير حق.”
انه ليعتصرنا الالم والحسرة من استخدام الرصاص الحي والقوة المفرطة ، وسط أزقة وشوارع مدينة تريم، على أيدي قوة غاشمة توحّشت وتجردت من إنسانيتها، فصار الجنود فيها كأنهم وحوش ضارية خرجت لقمع شعب أعزل، لا جريمة له سوى أنه نادى بحقه في حياة كريمة تليق بإنسانيته، وكرامته، وأرضه.
إننا ندين وبأشد العبارات هذا العنف المفرط، وهذه الجرائم المروّعة التي ارتُكبت بحق أهلنا في مدينة تريم الآمنة، على يد من زعموا زورًا أنهم حماة الوطن ودرع المواطن، وما هم إلا أداة طغيان في يد من لا يخافون الله ولا يرعون حرمة لهذا الشعب الأبي.
هيهات! هيهات!
ما عاد الناس يُخدَعون بالشعارات الزائفة.
لقد بات المواطن هو الحارس الحقيقي لكرامته، واقفًا في وجه الظلم، أعزلَ إلا من سلاح الإيمان، متدرعًا بروح العدل، طامحًا في وطن تسوده المساواة، وتصان فيه الحرمات، وتُحمى فيه الأرواح والأعراض والأموال.
إن هذه القوة العسكرية، المدججة بأحدث ما أنتجته مصانع القتل، ما خرجت من ثكناتها إلا لبث الرعب وقمع الأصوات الحرة، في مشهدٍ مرعب يُروّع النساء والأطفال، ويزرع الموت بين الآمنين. وهم، مع كل رصاصة تُطلق، يسجلون على أنفسهم شهادة ظلم، وسقوط أخلاقي وقانوني لا يُمحى.
إنهم لا يمثلون دولةً، ولا قانونًا، وإنما يمثلون قوى الاستبداد التي أذاقت الشعب مرارة الجوع، والمرض، والخوف، وقتلته دون أن ترفّ لهم عين، أو يوجعهم ضمير.
ومن هنا، نناشد إخواننا الأحرار من أبناء حضرموت الأبية، أن يقفوا مع أهلهم في تريم، ويضعوا حدًا لهذا النزيف، ويرفعوا الصوت عاليًا في وجه هذا الطغيان، فما عاد الصمت خيارًا، ولا الحياد موقفًا.
يخطئ من يظن أن إرادة الشعوب تُقهر، أو أن الأحرار يرضون بالذل و بالمهانة،
وقد قال النبي الكريم:
“من قُتل دون ماله أو عرضه أو دينه، فهو شهيد.”
إننا نخاطب ما بقي من صوت الحكمة والعقل، أن يكفّ أولئك عن تصويب فوهات بنادقهم إلى صدور إخوانهم، وأن يعودوا إلى رشدهم، أو يُحملوا مسؤولية ما اقترفت أيديهم في الدنيا والآخرة اللهم اكشف البلاء، وارفع الأذى، واحفظ أهلنا في تريم وفي كل ربوع حضرموت وانا لله وانا اليه راجعون
*أنس علي باحنّان*