Site icon روكب اليوم

الصمت لا يعني الغياب، والخذلان لا يُنسى

IMG 20250616 WA0022

✍️الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في عالمٍ يضج بالصخب، أصبح الصمت ترفًا لا يفهمه إلا القليل. وفي زمنٍ باتت فيه العلاقات تُقاس بالرد السريع والتفاعل الرقمي، نُصادف أنفسنا وقد انكفأنا نحو الداخل، لا ضعفًا، بل حفاظًا على كرامة لم تعد تجد مكانًا في هذا الضجيج.

نحن لا نطلب الاهتمام، ولا نُكرر وجودنا. من لم يرنا حين كنا حاضرين بكامل قلوبنا، لن نراه أبدًا مهما اقترب. إنّ الكرامة ليست خيارًا نفاوض عليه، بل هي جزءٌ من بُنيتنا النفسية والاجتماعية، لا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف.

نصمت حين يُستهان بنا، لا عجزًا عن الرد، بل لأن مقام الرد لا يليق بنا، ولأن الرد ذاته يُفقدنا شيئًا من ثقلنا الذي لا يحتمله من اعتاد الخفة.

نحب بصمت، ونرحل بصمت، لكننا لا نعود. لأن العودة بعد الخذلان خيانة لأنفسنا، وانحناءٌ لا يليق بمن أدرك قيمته متأخرًا.

نحن لسنا بحاجة لتصفيق أحد، ولا لتبريرات أحد… لقد اكتفينا من أنفسنا، ومن الصمت الذي علمنا كل شيء: أن لا ننتظر، أن لا نركض، وأن نرحل حين يُستهان بنا، دون ضجيج، دون ندم، ودون رجعة.

Exit mobile version