الطابور الخامس: الخنجر المسموم في خاصرة القضية الجنوبية

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في لحظة تاريخية حرجة يعيشها الجنوب، طفت إلى السطح مجددًا قضية “الطابور الخامس”، بعد تصريح لافت للناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب دعا فيه إلى التحرك الفوري للقبض على من وصفهم بـ”العصابات المأجورة” التي تعبث بالقضية الجنوبية من الداخل. وصفهم بأنهم “أخطر من العدو نفسه”، ليس من باب المبالغة، بل لأنهم -وفق منطقه- يضربون في العمق، في صمت، وتحت غطاء الوطنية… ظاهرة “الطابور الخامس” ليست جديدة في تاريخ الشعوب التي تخوض تحولات كبرى، لكن خطورتها في السياق الجنوبي تكمن في أنها تتغذى من هشاشة الداخل، ومن فراغ سياسي أو مؤسسي يُستخدم لترويج الشك، وإشعال الفتن، وزعزعة الثقة في المشروع الوطني. هذه العناصر، كما يرى أبو الخطاب، لا تتورع عن تسريب الإشاعات، وتشويه القيادات، وتضليل الرأي العام، ما يجعلها أداة هدم بامتياز… في هذا السياق، يبدو أن الجنوب ليس فقط بحاجة إلى مواجهة خصومه على الجبهات العسكرية أو السياسية، بل أيضاً إلى مراجعة جادة لبنيته الداخلية: من يتحدث باسم الجنوب؟
ومن يخونه من الداخل؟
وهل ما زلنا نملك حصانة فكرية وأمنية في مؤسساتنا؟

ما نحتاجه اليوم ليس فقط تسميات إعلامية أو تحذيرات عاطفية، بل مقاربة مؤسسية تُعلي من شأن المساءلة والشفافية. فالخطر الحقيقي لا يكمن في “العدو الذي نعرفه”، بل في الصديق الذي لا نعرف أنه عدو… الجنوب في لحظة مفصلية، وأي تأخير في معالجة اختراق الداخل، سيكون بمثابة تأشيرة عبور للخراب، بأيدٍ جنوبية، ولحسابات غير جنوبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version
Enable Notifications OK No thanks