روكب اليوم
2025-04-06 17:59:00
تحولت المدينة التي كانت الملاذ الأخير بعيداً عن سيطرة الدعم السريع اليوم إلى ساحة مفتوحة للموت البطيء، إذ يتقاطع القصف المتواصل مع الجوع والمرض والجفاف.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });
وتشير المعطيات إلى أن قرابة مليوني شخص في شمال دارفور يعانون انعداماً شديداً للأمن الغذائي، في حين يعيش نحو 320 ألفاً فعلياً في ظروف مجاعة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة التي أعلنت رسمياً المجاعة في ثلاثة مخيمات نازحين قرب الفاشر، وسط تحذيرات من توسعها إلى خمس مناطق أخرى، منها الفاشر نفسها، بحلول مايو أيار المقبل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });
وسط هذه الكارثة، تتعالى نداءات بعض الجماعات المسلحة المتحالفة مع الدعم السريع مثل «جيش تحرير السودان» و«تجمع قوى تحرير السودان»، مطالبة السكان بمغادرة الفاشر إلى ما تُسمّى «المناطق المحررة»، زاعمة توفير ممرات آمنة رغم تصاعد العمليات العسكرية.
ومنذ أواخر مارس آذار، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة المالحة، الواقعة على بُعد 200 كلم شمال شرق الفاشر، في موقع استراتيجي على خط الإمدادات الرئيسي قرب الحدود الليبية، ما يضاعف الضغط على الجيش السوداني المتمركز في الفاشر.
أودت الحرب التي اندلعت في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بحياة عشرات الآلاف وأجبرت أكثر من 12 مليون شخص على النزوح، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والجغرافية في العالم، إذ يتداخل الجوع بالنزوح، والقصف بالمجاعة، وتبقى دارفور العنوان الأشد قتامة.
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شهدت دارفور موجات متكررة من العنف الدموي والتطهير العرقي، وسط ضعف الاستجابة الدولية. الفاشر، باعتبارها آخر مدينة كبرى خارج سيطرة الدعم السريع في الإقليم، تُعدّ رمزية وعسكرية في آن، ما جعلها هدفاً لحصار طويل ومعارك قد تكون فاصلة في معادلة القوة في دارفور.
( أ ف ب)