المعلم المتعاقد في عدن يطالب صرف راتبه بانتظام واحترام إنسانيته

روكب اليوم
  • يحل اليوم العالمي للمعلم في العاصمة عدن.. والمعلمون بدون مرتبات لثلاثة أشهر ماضية
  • معلمات متعاقدات لـ “الأيام”: نضطر للاستدانة أو العمل الإضافي لتأمين لقمة العيش لأبنائنا
  • التربوي المتعاقد في الجنوب يعيش بلا ضمان وظيفي ولا تأمين صحي
  • كيف سيؤدي المعلم الجنوبي واجبه وسط تضاعف أسعار الغذاء وارتفاع الإيجارات؟
  • التربويون في العاصمة عدن يناشدون لتحسين أوضاعهم المعيشية
> تحدث معلمون لـ “الأيام” عن حلول اليوم العالمي للمعلم على التربويين في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية وهم في أسوأ حالاتهم يعيشون وضع صعب، ويواجهون حياة قاسية نالت منهم في جميع النواحي.

وأوضح تربويون أن الجميع أصبح يعلم بمعاناة المعلمين ويتعاطف معهم، ويشعرون بصعوبة الحياة التي يكابدها المُدرِّس من ظروف قاسية يعلمها كل أطياف المجتمع، وأن ما يعاينه المعلم من ويلات الفقر وضنك العيش لا تخفى على أحد.

وأكد الوسط التعليمي أن إعادة هيكلة الأجور لم تبارح مكانها، ولم تحتسب طبيعة العمل، ولا طُـبِّـق التأمين الصحي للمعلم، ولذا فقد أُهْمِل تحسين وضع التربوي، وهو ما حال بينه وبين أن يكون عطاؤه أقوى وأفضل في التدريس.


ومن جانٍب آخر أفاد مدرسون أن بيئة المدارس لم تشهد تحسينات تذكر، بما في ذلك عدم صيانة المباني وانعدام الاحتياجات الأساسية، فالكتب غير متوفرة، والكراسي غائبة عن فصولها، ومنظومات الطاقة الشمسية منعدمة، وهناك نقص في عدد المعلمين بالمدارس، ويقابل ذلك كثافة طلابية يعجز خلالها المعلم من تقديم ما في جعبته لتلاميذه.

وفي السياق تكمن معضلة المعلم المتعاقد والذي يطالب بتحسين وضعه، فقد آن الأوان لإنصافه، وزيادة راتبه التعاقدي بما يتناسب مع الغلاء المتصاعد، وضمان صرف مستحقاته بانتظام، ومنحه التأمين الصحي، والضمان الاجتماعي، وتثبيته في وظيفته أسوًة بزملائه المثبتين.

وتحدثن لـ “الأيام” معلمات متعاقدات، حيث قلن “مدينة عدن كانت يومًا ما منارة للعلم والتعليم يعيش فيها المعلم المتعاقد اليوم واقعًا مريرًا تتجسد فيه معاني الصبر والكفاح، فبين ارتفاع الأسعار الجنوني حتى رغم تحسن قيمة العملة المحلية، بات الراتب الذي يتقاضاه المتعاقد من المديرية لا يكفي لتغطية أبسط متطلبات الحياة اليومية”.

وأضفن التربويات أن المعلمة المتعاقدة تتقاضى أجرًا زهيدًا لا يتناسب مع حجم الجهد والمسؤولية التي يتحملنها في تربية الأجيال وصناعة المستقبل، مردفات أنه بينما تتضاعف أسعار الغذاء والمواصلات والإيجارات بشكل مستمر، يبقى الراتب التعاقدي ثابتًا لا يتغير، مما يضع المدرسات في دوامة من العجز الدائم عن تلبية احتياجات أسرتهن الأساسية.

وأكدن أنه لم تعد تقتصر معاناتهن على الجانب المادي فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب أخرى من الإهمال ولا الاستقرار الوظيفي، فالمعلمة المتعاقدة تعيش بلا ضمان وظيفي ولا تأمين صحي، ولا تعلم متى يمكن أن يُستغنى عن خدماتها دون سابق إنذار، مؤكدات أن التربويات يعشن حالة من القلق الدائم والترقب، وكأن عقدة خيط رفيع قد ينقطع عليهن في أي لحظة.

وأضفن المعلمات المتعاقدات أنهن يواجهن تأخّر صرف مستحقاتهن لأشهر طويلة، مما يضطرهن إلى الاستدانة أو البحث عن أعمال إضافية بعد الدوام المدرسي لتأمين لقمة عيشهن، ولفتن إلى أن هذا الوضع المرهق انعكس سلبًا على أدائهم داخل الصفوف الدراسية، متسائلات كيف لمعلم مثقل بالهموم أن يمنح طاقته الكاملة في التعليم والتربية؟

واختتمن أحاديثهن قائلات “إن المعلم المتعاقد يفتقر إلى التأهيل والتدريب، وعدم امتلاكه الوسائل التعليمية، ويعاني من ازدحام الطلاب والطالبات، مع غياب الدعم النفسي والمعنوي من الجهات المختصة، وكل هذه العوامل مجتمعة جعلت مهنة التعليم تفقد بريقها وقدسيتها في نظر الكثيرين، رغم أنها الركيزة الأولى لبناء أي مجتمع متقدم”.

وفي ظل هذه المعاناة يواصل المعلم أداء واجبه بإخلاص رغم الصعوبات، مؤمنًا برسالته السامية، ومتمسكًا بأمله في غدٍ أفضل.

وعبّر “الأيام” ناشد معلمون ومعلمات يعملون عبر نظام التعاقد المؤقت وزارة التربية والتعليم، ورئيس السلطة المحلية في العاصمة عدن المحافظ أحمد لملس، ومدراء عموم المديريات، والمنظمات التربوية الداعمة للنظر بجدية إلى معاناتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية.

وفي الختام.. المعلم هو الأساس في بناء الأوطان ومنحه حقه هو استثمار في مستقبل أبنائنا وفي نهضة عدن والجنوب بأكمله.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks