Site icon روكب اليوم

انتعاش الوقود الأحفوري في أوروبا مع تذبذب إنتاج الطاقة النظيفة | بيئة ومناخ

AP22087533421601

روكب اليوم

|

زادت شركات المرافق في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي إنتاجها من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي والفحم خلال النصف الأول من عام 2025، ما أدى إلى زيادة الانبعاثات بالقطاع وعكس زخم التحول في مجال الطاقة الأخير.

ويأتي الارتفاع في إنتاج الوقود الأحفوري بعد عامين من الانخفاضات الحادة في استخدامه داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما رسخ مكانة أوروبا كقائد عالمي في الجهود الرامية إلى الحد من الاعتماد على الوقود الملوث في إنتاج الطاقة.

ومع ذلك، فإن الانخفاضات السنوية في إنتاج مزارع الرياح والسدود الكهرومائية حرمت شركات المرافق في الاتحاد الأوروبي من مصادر رئيسية للطاقة النظيفة خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران، وأجبرتها على التعويض من خلال توليد أعلى بشكل حاد من محطات الوقود الأحفوري.

ويسلط هذا التحول المفاجئ في استخدام الوقود الأحفوري في الاتحاد الأوروبي الضوء على التحدي الذي تواجهه حتى أنظمة الطاقة الحديثة، عندما تعوق أنماط الطقس إمداداته، ويشير إلى أن الوقود الأحفوري قد يظل متجذرا في أنظمة الطاقة العالمية لسنوات أخرى.

وأظهرت بيانات من مركز “إمبر” لأبحاث الطاقة أن شركات المرافق في الاتحاد الأوروبي أنتجت 13% زيادة في الكهرباء من الوقود الأحفوري خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وهو ما يمثل أكبر زيادة سنوية في إنتاج الوقود الأحفوري لتلك الفترة منذ عام 2017.

وارتفع إنتاج الطاقة المعتمدة على الغاز بنسبة 19% إلى أعلى مستوى له في 3 سنوات، في حين ارتفع إنتاج الطاقة المعتمدة على الفحم بنسبة 2% إلى أعلى مستوى له في عامين.

زيادة الانبعاثات رغم زيادة إنتاج الطاقة المتجددة في أوروبا (غيتي)

زيادة الانبعاثات

وقد أدى ارتفاع معدل احتراق الغاز والفحم إلى ارتفاع انبعاثات الطاقة بنسبة 9% عن العام السابق إلى 297 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون، وهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي قد يطلق ما يقرب من 600 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون هذا العام إذا استمر معدل الحرق الحالي.

وكانت الأسباب الرئيسية لارتفاع استخدام الوقود الأحفوري هي الانخفاضات الحادة في إمدادات الطاقة النظيفة المرتبطة بالظروف الجوية في جميع أنحاء أوروبا منذ أواخر عام 2024.

وسجل إنتاج مزارع الرياح، التي شكّلت ما يقرب من 20% من إمدادات الكهرباء في الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من عام 2024، أكبر انخفاض على أساس سنوي على الإطلاق خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران، حيث انخفض بنسبة 9% إلى 225 تيراواطا في الساعة.

كما كانت سرعات الرياح المنخفضة المستمرة على مستوى التوربينات، وخاصة في ألمانيا، التي تضم أكثر من 30% من قدرة مزارع الرياح في الاتحاد الأوروبي، هي العامل الرئيسي الذي أعاق إنتاج طاقة الرياح.

وفي الوقت نفسه، أدى هطول الثلوج والأمطار دون المتوقع خلال فصل الشتاء في أوروبا إلى انخفاض بنسبة 15% على أساس سنوي في إنتاج الكهرباء من السدود الكهرومائية، والتي كانت تمثل حوالي 15% من إمدادات الكهرباء في الاتحاد الأوروبي العام الماضي.

وساعدت الزيادة بنسبة 21% أو 32 تيراواطا/ ساعة في إمدادات الكهرباء من الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي في توفير بعض الحماية لشركات المرافق ضد الانخفاض في توليد طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.

وكان إنتاج 179 تيراواطا/ ساعة من الكهرباء من مزارع الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من عام 2025 رقما قياسيا، ويمثل المرة الأولى التي تنتج فيها مزارع الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي كهرباء أكثر من السدود الكهرومائية في المنطقة خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران.

ويبدو أن الزيادات المطردة في القدرة المركبة للطاقة الشمسية من شأنها أن ترفع إمدادات الكهرباء المعتمدة على الطاقة الشمسية إلى مستويات جديدة خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يضمن أن يكون لدى دعاة الطاقة النظيفة في الاتحاد الأوروبي ما يحتفلون به.

ومع ذلك، فإن الانخفاضات العميقة والمستمرة في إنتاج طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية تشكل أيضا سببا رئيسيا للقلق، خاصة أن اتجاهات المناخ تشير إلى أنه من المتوقع حدوث المزيد من الانحرافات في أنماط الطقس عن المتوسطات السابقة.

ويؤدي ارتفاع متوسط درجات الحرارة بشكل مطرد إلى تراجع مؤثر في غطاء الثلوج على ارتفاعات منخفضة في جميع أنحاء أوروبا، وتؤثر سلبا على إنتاج السدود الكهرومائية الإقليمية، على الرغم من أن قدرة السدود الكهرومائية في الاتحاد الأوروبي وصلت إلى مستوى قياسي في العام الماضي.

وبينما يتسبب تغير المناخ في حدوث عواصف أكثر شدة في العديد من المناطق، فإنه يتسبب أيضا في حدوث حالات جفاف أكثر تواترا بسبب الرياح مع تضييق الفارق في درجات الحرارة بين قطبي الأرض والمناطق الاستوائية.

وتشكل هذه الظاهرة -المعروفة باسم السكون العالمي- مصدر قلق كبير بالنسبة لمخططي الطاقة الذين كانوا يعتمدون على مزارع الرياح واسعة النطاق التي تلعب دورا يمكن الاعتماد عليه في توليد الكهرباء النظيفة على مدى العقود المقبلة.

وإذا كانت سرعة الرياح تتباطأ بانتظام إلى حد كبير لعدة أشهر متواصلة، واستمرت شبكات الطاقة الكهرومائية في الحصول على كميات ضئيلة من الثلوج والأمطار خلال فصل الشتاء، فسوف يكافح موردو الطاقة في الاتحاد الأوروبي لمواكبة الطلب، حتى لو استمر إنتاج الطاقة الشمسية في الارتفاع.

وهذا يعني بدوره أنه بغض النظر عن الطموحات طويلة الأجل لمحاولة عزل أنظمة الطاقة عن الوقود الأحفوري، من المرجح أن يظل الغاز الطبيعي والفحم لشركات المرافق في الاتحاد الأوروبي أساسيا في المستقبل المنظور.

Exit mobile version