روكب اليوم
2025-10-08 07:19:00
خلال العامين الماضيين، فقدت الحركة معظم قدراتها العسكرية والقيادية. اغتيالات طالت أسماء بارزة مثل محمد الضيف ويحيى ومحمد السنوار، وصولا إلى إسماعيل هنية وصالح العاروري في الخارج.
وتراجعت المواجهات من هجمات صاروخية إلى اشتباكات محدودة داخل مناطق مدمّرة. هذا الانكماش الميداني ترافق مع انقسامات داخلية بين “قادة الداخل” و”قادة الخارج”، ما كشف أزمة بنيوية غير مسبوقة داخل التنظيم.
في الميدان السياسي، لم تعد “حماس” قادرة على الادعاء بأنها تمثل الفلسطينيين. فالمجتمع الدولي، رسم خطا فاصلا بين الحركة والقضية الفلسطينية، بعدما تبنى 142 دولة في إعلان نيويورك مبدأ “انسحاب حماس من الحكم” كشرط أساسي لإحياء مسار حل الدولتين.
أما داخل غزة، فقد انهار التأييد الشعبي للحركة وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ تحوّل شعار “المقاومة” إلى صرخة نجاة تطالب بوقف الحرب ورحيل سلطة الأمر الواقع.
وفي شرم الشيخ، تكشف مصادر فلسطينية لـ”سكاي نيوز عربية” أن حماس تشارك في المفاوضات بوفدين منفصلين: الأول بقيادة خليل الحية يتواصل مع إسرائيل عبر وسطاء مصريين وأميركيين، والثاني يتفاوض مع السلطة الفلسطينية حول ترتيبات ما بعد الحرب.
وبحسب المصادر، تطالب الحركة بوقف الطيران الإسرائيلي لأسبوع لجمع الرهائن تمهيدا لتبادلهم، وأبدت استعدادا لتسليم سلاحها لهيئة مصرية–فلسطينية مشتركة مقابل ضمانات بعدم ملاحقة قادتها. لكنها رفضت مقترح تعيين توني بلير “حاكما للقطاع”، مكتفية بقبول رقابة دولية محدودة.
في المقابل، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية” أن “الوحدة الفلسطينية تبدأ بتفكيك سلطة حماس في غزة والقبول بسيادة الحكومة ومنظمة التحرير”، مشدداً على أن أي تسوية حقيقية تستوجب إنهاء الانقسام بشكل كامل.
أما عضو مجلس الشيوخ المصري محمود مسلم، فقدّم تقييماً واضحاً للدور المصري خلال الحرب قائلا في مقابلة مع “التاسعة” على “سكاي نيوز عربية”: “القاهرة بذلت جهوداً ضخمة لمنع التهجير وضمان وصول المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، وتحملت ثمنا باهظا من تعثر الملاحة في البحر الأحمر إلى مليارات الجنيهات التي أنفقت على المساعدات”.
وأضاف مسلم أن “محادثات شرم الشيخ هي الفرصة الأخيرة لإنهاء الحرب بشكل كامل”، مشيرا إلى أن جميع الأطراف، من واشنطن إلى العواصم العربية والأوروبية، متفقة على خطة الرئيس ترامب، وأن “المشكلة الآن في التفاصيل وبعض المناورات سواء الإسرائيلية أو الحمساوية”.
وأوضح أن “العزلة الدولية لإسرائيل دفعت ترامب لتسريع إنهاء الحرب، بدافع أيضاً من رغبته في نيل جائزة نوبل للسلام”، داعياً الفلسطينيين إلى “استثمار اللحظة لإنقاذ ما تبقى من غزة”.
وفي ظل الضغوط الدولية على إيران وتراجع أدوار حلفاء حماس في المنطقة، من حزب الله إلى الحوثيين، وحتى قطر وتركيا اللتين أبدتا استعداداً لدعم انتقال منظم للسلطة في غزة، يبدو أن الحركة باتت في معركة وجود لا مفاوضات. ما بدأ في 7 أكتوبر 2023 كهجوم صاخب انتهى في 7 أكتوبر 2025 إلى مفاوضةٍ صامتة في شرم الشيخ، بين حربٍ خاسرة ورغبةٍ يائسة في النجاة من تبعاتها.