بلال غُلام: سقوط عدن لم يكن عسكريًا بل نتيجة خيانات من قيادات جنوبية


روكب اليوم
2025-07-08 12:05:00

3ef05318 3380 4085 b1ec 54c8504bbf65

أكد الباحث العدني بلال غلام حسين أن سقوط مدينة عدن في يوليو لم يكن نتيجة تفوق عسكري لقوات علي عبدالله صالح، بل جاء نتيجة خيانات داخلية وتواطؤ من قيادات جنوبية ساعدت بشكل مباشر أو غير مباشر في تمهيد الطريق أمام الاجتياح.

وقال غلام، في مقال تحليلي نشره بمناسبة الذكرى السنوية لسقوط عدن، إن المدينة لم تُهزم بفعل القوة العسكرية، بل خُذلت من الداخل، حيث كانت هناك شخصيات قيادية جنوبية على تواصل سري مع صنعاء، وسهّلت دخول قوات الحرس الجمهوري من خلال صفقات وتوجيهات مريبة.

وتساءل غلام عن “الجهات التي أصدرت أوامر إخلاء المواقع الاستراتيجية دون قتال، وعن مصير شباب عدن الذين تُركوا في جبهات القتال دون دعم أو تغطية، بينما كانت ترتب خلفهم صفقات الخيانة”، مشيرًا إلى أن أخطر ما في الأمر هو أن الإعلام الجنوبي، كما قال، ساهم لاحقًا في طمس الحقيقة وتقديم بعض المتورطين في هذه الخيانات كمناضلين.

وأضاف: “عدن لم تُسلم في يوليو فقط، بل كانت تنزف من الداخل منذ وقت مبكر، وكانت المساومات تُعقد في الظلام، والمواقع تُسلّم بأوامر من قيادات لم تكن حريصة على المدينة بقدر ما كانت تبحث عن مكاسب سياسية وشخصية”.

وختم الباحث العدني بلال غلام منشوره بالقول:

“عدن لا تحتاج من يبكي عليها، بل من يعترف بما جرى، ويكشف من باع، ومن خان، ومن صمت .. لعلها، ذات يوم، تقوم من تحت الركام.”

نص المنشور

خبر

تمر علينا في كل عام ذكرى سقوط مدينة عدن في يوليو، لتتحول فجأة إلى ساحة مفتوحة أمام قوات علي عبدالله صالح، لكن خلف هذا السقوط المدوي، تختبئ حقائق مغيبة، ومؤامرات لم يذكر تفاصيلها كاملة، وأسماء وشخصيات جنوبية أسهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في تمهيد الطريق أمام هذا الاجتياح .. ما بين الرواية الرسمية التي تتحدث عن اجتياح القوات الشمالية، وبين الوقائع التي تتكشف عاماً بعد عام، تبرز فجوة هائلة، تسقط فيها الأسئلة دون إجابات!!

كيف سقطت عدن؟ ولماذا سقطت بسهولة مريبة؟! .. من هي القيادات العسكرية والسياسية الجنوبية التي كانت على تواصل سري مع صنعاء؟ من استلم وباع، مقابل فتح الطريق لقوات الحرس الجمهوري؟ من أعطى الأوامر بإخلاء المواقع الاستراتيجية دون قتال

بل والأدهى من ذلك، من الذي باع شباب عدن في جبهة دوفس والجبهات الأخرى، وتركهم يواجهون الموت لوحدهم، بينما كانت صفقات الخيانة تُعقد من خلفهم؟! .. وما دور الإعلام الجنوبي الذي يتبنى اليوم رواية الضحية، محاولاً التغطية والتستر على تورط بعض من يسمون أنفسهم قادة ومناضلين وهم في حقيقة الأمر سماسرة حروب وباعة أوطان؟

الصدمة الكبرى أن عدن، لم تسقط فقط تحت جنازير الدبابات القادمة من الشمال، بل سقطت أولاً تحت طعنات الداخل من أولئك الذين زيفوا الحقائق، وباعوا الأرض، وخانوا الثقة،

ولعل أخطر ما في الأمر، أن التاريخ يعاد إنتاجه اليوم مرة أخرى بنسخة مشوهة، تظهر من باع عدن بالأمس كمناضل، ومن خان الجبهة كبطل.

سقطت عدن، نعم، لكن سقوطها لم يكن مفاجئًا كما يدعي البعض .. لقد كانت تتآكل من الداخل، تنزف بصمت، تباع على طاولات مغلقة، ويساوم على شرفها في الظلام .. سقطت عدن لأن من تولى أمرها، لم يكن حارساً أميناً، بل سمساراً ماهراً في بورصة المساومات .. عدن لم تُهزم، بل تم تسليمها، ملفوفة براية بيضاء، إلى خصم لم يربح الحرب، بل ربح رهان الخيانة .. يتحدث البعض اليوم بلغة الضحية، يتباكون على عدن وكأنهم لم يكونوا شهوداً على خيانتها، بل فاعلين في إسقاطها.

اليوم، وبعد كل هذه السنوات، لا تزال الحقيقة مدفونة، لا لأننا لا نعرفها، بل لأننا لا نملك الجرأة لنقولها .. عدن لم تسقط في يوليو، بل سقطت يوم صمت الأحرار وتكلم المزيفون، يوم خُدر الوعي بخطب جوفاء، وبيعت الأرض مقابل وهم الكراسي .. عدن لا تحتاج من يبكي عليها، بل من يعترف بما جرى، ويكشف من باع، ومن خان، ومن صمت .. لعلها، ذات يوم، تقوم من تحت الركام.

بلال غلام حسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks