تحت أنظار الجميع… ناشط حقوقي يحتضر بصمت: من يكتب سيناريوهات التصفية؟

عدن – روكب اليوم/خاص:

تخيل أن ترى رجلًا يحتضر أمامك، تراه يتلوّى من الألم، يمد يده طلبًا للنجدة، فيما تمرّ من أمامه وجوه السلطة كأنها لا ترى، كأن من يصارع الموت ليس إنسانًا، بل حشرة مزعجة!

هذا ليس مشهدًا من فيلم خيالي، بل حقيقة فاضحة تحدث اليوم في قلب العاصمة عدن.
الناشط الحقوقي والجريح الجنوبي أسعد أبو الخطاب يُصارع الموت داخل أحد المستشفيات، و”القيادات” تشاهد وتصمت.

والسؤال الكبير: من يكتب سيناريو هذا الإعدام البطيء؟

ومن أمر بتصفية الصوت الحرّ بهذه القسوة المقنّعة؟

صمت يساوي تواطؤ:
أمام هذا الصمت، لا مجال للأعذار…
لا المجلس الانتقالي تحرّك، ولا حكومة “الشرعية” أصدرت حتى بيان تضامن، ولا المجلس الرئاسي حرّك ساكنًا.

أين ذهبت كل تلك الشعارات؟

أين “تمكين الشباب”؟

أين “دعم النخب”؟

أين “الجنوب الحر”؟

كلها ذابت أمام مشهد رجل يحتضر ولا أحد يمد له يدًا.

نحن لا نتحدث عن شخص عادي، بل عن صوت جنوبي أصيل قضى سنوات من حياته في الدفاع عن كرامة الإنسان، في مواجهة الظلم، في قول “لا” حين كان الجميع يصفق.

هل أصبح الصدق جريمة تستوجب الموت؟

الطريقة التي يُعامل بها الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب اليوم، لا تشبه شيئًا سوى سياسة إعدام ناعمة، تُمارَس ببطء، بإهمال متعمّد، وبلامبالاة باردة.

هل أصبحت الحرية خطرًا على النظام؟

هل باتت كلمة “حقوق” مرادفًا للعداء؟

ومن قرّر أن من يفكر يجب أن يُلغى؟

ومن الذي يستفيد من دفن العقول تحت لافتة “الإجراءات” و”الظروف”؟

من يربح حين نخسر أنظف الأصوات؟

دعونا نكون واضحين: ما يحدث اليوم ليس مجرد تقصير… إنه تصفية ممنهجة.

من يربح حين يسكت الناشطون؟

من يستفيد حين تنهار الكفاءات؟

إنه مشروع لإعادة الجنوب إلى الجهل، إلى التبعية، إلى زمن الطاعة العمياء… وكل من يصمت اليوم، هو جزء من هذه الجريمة.

لا نريد بيانات، نريد موقفًا:

– كفى صمتًا.

– كفى خطبًا.

– كفى نفاقًا سياسيًا.

– الجرحى لا يُنقذون بالتصريحات، ولا الكفاءات تُحفظ بالشعارات.

أسعد أبو الخطاب يموت ببطء، بمرأى الجميع، والعار يلاحق كل من كان يقدر أن يفعل شيئًا ولم يفعل.

في الختام:

ربما لم يُقتل الناشط الحقوقي أسعد برصاصة، لكن ما يحدث له أكثر إيلامًا من القتل… إنها جريمة ببطء، بتوقيع مؤسسات عاجزة، وسلطة تواطأت بالصمت… وإن سُمح بهذا اليوم، فلن يكون الناشط الحقوقي أسعد  أبو الخطاب الأخير.

السكوت الآن خيانة، والتواطؤ جريمة، والتأخر عن الإنقاذ… مشاركة في التصفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Enable Notifications OK No thanks