وقال نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبدالله صالح، إن استعادة العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي هي المهمة المركزية التي توحد اليمنيين على اختلاف توجهاتهم ولأجل هذا المسعى دعا الجماعة إلى “تسليم العاصمة والاحتكام للإرادة الشعبية حقنًا للدماء وإنهاء لمعاناة اليمنيين”.
ودعا خلال ترؤسه لقاءً موسعًا في مدينة المخا المطلة على البحر الأحمر (جنوب تعز)، السبت، إلى تشكيل تحالف دولي “للقضاء على العصابة الحوثية الإرهابية وتكبيد طهران هزيمة ساحقة في اليمن”، مؤكدًا أن “الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي سيكونان عند مستوى المسؤولية لتحقيق تطلعات الشعب اليمني”.
- ملمح المعركة المقبلة
وتطرق إلى ما تعيشه الجماعة الحوثية جراء الضربات الأميركية منذ نحو شهر مع تهاوي الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية، موضحًا أنها “تعاني تصدعًا داخليًا تحاول إخفاءه من خلال حملات القمع والترهيب التي تمارسها في حق المواطنين”.
ووجه صالح رسالة إلى اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية في إشارة إلى المعارك التي تعد لها الشرعية عدتها بـ”تعزيز قنوات التواصل مع المجتمع في المناطق المنكوبة بسيطرة الحوثيين وإرسال رسائل تطمين مباشرة تؤكد لهم أن الهدف هو استعادة الدولة وليس تصفية حسابات شخصية”.
ويأتي هذا في ظل جملة من التطورات التي تؤكد اقتراب انطلاق عمل عسكري بري وبحري وجوي ضد ميليشيات الحوثي، عززته جملة من المعطيات يأتي في مقدمها إدراك الأطراف المعنية أن العمل الجوي وحده لا يكفي لتحييد القدرات المسلحة للجماعة المدعومة من إيران، التي تطورت أخيرًا وأضحت خطرًا يتجاوز اليمن والإقليم إلى العالم عقب تصعيدها في المياه الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن، منذ اشتعال الحرب على غزة بداعي مناصرة الفلسطينيين.
- استغلال إيراني
خطاب العميد طارق نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وقائد حراسته اللصيقة، أغضب الحوثيين وشنوا ضده سلسلة من التغريدات التي بلغت حد الشتم والتحقير.
وقال أبرز قادة الميليشيات الإعلامية حميد رزق، إن طارق هرب من صنعاء بلبس نسائي والآن يريد أن تعيده أميركا. وتوعده بأن أيامه معدودة ثم كال له شتائم تكشف مستوى الغيظ الحوثي الكبير تجاه القيادي في الشرعية اليمنية الذي يتولى قيادة كتلة عسكرية ضخمة ومتدربة تخشاها الميليشيات، يتشكل غالبية قوامها البشري من المناطق الشمالية، التي نكل بها الحوثي وشرد أهلها وطاردهم وفجر منازلهم قبل أن يلملموا صفوفهم ويتجمعوا مرة أخرى في المحافظات التي لا تخضع له، متيحين الفرص للعودة لمنازلهم وقراهم المنكسرة.
ووفقًا لمراقبين تأتي الغضبة الحوثية جراء إدراكها الكامل بارتفاع صوت المزاج الشعبي المطالب بإنهاء مشروعها الإيراني في اليمن، ولهذا سعت عبر قادتها للتقليل من هذا التحرك. وبلغة تهكمية قال عضو وفدها التفاوضي عبدالملك العجري في منشور عبر منصة “إكس” “لا أذكر عدد المرات التي توقعوا فيها نهايتنا منذ 2004 وفي كل مرة حسبوها النهاية، ولكن تفتح لنا آفاقًا أرحب داخليًا وخارجيًا”.
وتهدف الضربات الأخيرة إلى “ردع الجماعة عن شن هجمات ضد الأصول البحرية الإسرائيلية والأميركية في البحر الأحمر”، والجمعة قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي على منصة “إكس”، إن عملياتها ضد الحوثيين مستمرة.
“اندبندنت عربية”