وقدم “كرين” رؤية تؤكد أن “الحوثيين لا يعملون بمعزل عن الدعم الإيراني، بل يمثلون أحد أذرع الحرب بالوكالة ضمن استراتيجية طهران الأوسع. طهران تموّل وتدرب جماعات قادرة على إحداث اضطراب استراتيجي في نقاط محورية بتكلفة منخفضة، والهجمات الحوثية ضد السفن لا تهدف فقط إلى إثارة الذعر أو تعطيل مؤقت، بل تستخدم كسلاح ضغط استراتيجي أشبه بـالعقوبات الاقتصادية غير الرسمية ضد الدول الداعمة لإسرائيل، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا”.
وأضاف: “ثانيًا أثر الهجمات على سلاسل التوريد العالمية، حيث أن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر أجبر المئات من شركات النقل على تغيير مسارها حول رأس الرجاء الصالح، ما زاد من زمن الشحن والتكاليف بنسبة تتراوح بين 50 % و300 % حسب الوجهة وارتفاع الأسعار وتأخير الإمدادات”.
وقال إن “هذه التحولات سببت ارتفاع أسعار السلع والبضائع في أوروبا والشرق الأوسط وتباطؤ في تسليم المنتجات، وخاصة السيارات، الإلكترونيات، والسلع الغذائية، ورفع تكاليف تغطية المخاطر”.
وفقًا لكرين، فإن “السفن الروسية، الصينية، والآسيوية غالبًا ما يتم استثناؤها من الاستهداف الحوثي، وهو ما يشير إلى وجود “قائمة انتقائية” وهذه الاستراتيجية تسعى لتوسيع الفجوة بين الغرب وبقية العالم، وتحييد القوى الدولية غير المعادية لإيران أو الحلفاء الحوثيين”.
وعن السيناريوهات المستقبلية، قال إن استمرار الهجمات قد يؤدي إلى تدويل الصراع بشكل أوسع، ويدفع بقوات أجنبية (خصوصًا أميركية وبريطانية) إلى مواجهة مفتوحة في اليمن أو ضد مواقع حوثية.
يرى جيم كرين أن الحوثيين استطاعوا من خلال أدوات بسيطة وقليلة التكاليف أن يضيفوا بعدًا اقتصاديًا مقلقًا لحرب إقليمية طاحنة. في نظره، يمثل هذا نموذجًا لما يسميه “الردع غير المتكافئ”، والذي يمكن لدولة ضعيفة أو جماعة مسلحة أن تحققه من خلال أدوات غير تقليدية، تستهدف الاقتصاد والتجارة العالمية بدلاً من الجيوش أو الحكومات بشكل مباشر.