تعزيزات عسكرية من مناطق الحوثيين إلى المهرة

روكب اليوم
تصاعدت حدة التوتر الأمني في محافظة المهرة منذ أمس، على خلفية وصول تعزيزات مسلحة عبر طرق صحراوية غير خاضعة للرقابة قادمة من مناطق سيطرة جماعة الحوثي، في خطوة وصفت بأنها تحمل مؤشرات خطيرة على محاولة اختراق أمني منظم للمحافظة.

وقالت مصادر عسكرية ومحلية إن نحو 20 طقمًا عسكريًّا محملًا بعناصر مسلحة، يُعتقد أنها قادمة من مناطق خاضعة للحوثيين وتدّعي الانتماء لقبائل خولان، حاولت التقدم نحو مدينة الغيظة مرورًا بمديرية شحن الحدودية. وقد تصدت لها نقطة عسكرية تابعة للجيش اليمني عند أطراف المديرية ومنعتها من الدخول.

وبحسب المصادر، كانت القوات الحكومية على علم مسبق بتحرك هذه الأطقم، ما يشير إلى رصد استخباراتي دقيق، وقد أبلغت المسلحين بضرورة الحصول على تصريح رسمي، وأن دخولهم يجب أن يكون غير مسلح، قبل أن يتم إخراجهم فعليًّا من المنطقة.

وبرر القيادي المحلي علي سالم الحريزي تحرك هذه الأطقم بالقول إنها جاءت لتقديم واجب العزاء بوفاة والد مالك أحد الفنادق المحلية، المنتمي لعائلة الزايدي، لكن السلطات الأمنية لم تسمح بدخولهم، في ظل تصاعد الشكوك بشأن الهدف الحقيقي من التحرك.

مصادر أمنية رجحت أن هذه التعزيزات ترتبط بمحاولة الضغط لإطلاق سراح الشيخ القبلي محمد أحمد الزايدي، الموالي للحوثيين، والذي تحتجزه السلطات المحلية في مدينة الغيظة منذ أيام، بعد اعتقاله في منفذ صرفيت الحدودي أثناء محاولته مغادرة البلاد باستخدام جواز دبلوماسي صادر من سلطات الحوثيين في صنعاء.

وأشارت المصادر إلى أن التحركات المسلحة من مناطق سيطرة الحوثيين تُعد تطورًا لافتًا، لا سيما مع ما تداولته حسابات حوثية على منصة “إكس”، التي وصفت تلك القوة بأنها “أول دفعة من قوافل أبناء خولان” لدعم الشيخ الزايدي، ما اعتُبر محاولة لإضفاء طابع قبلي على تحرك ذي طابع سياسي وأمني منسق.

ورجّحت مصادر محلية أن تلك العناصر لا تنتمي كلها إلى خولان، وأن ما يجري يندرج ضمن ترتيبات حوثية لاختبار النفوذ في مناطق خارج سيطرتها، عبر أدوات قبلية وشبكات تهريب في المهرة.

في المقابل، دفعت السلطات المحلية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط مدينة شحن ومداخل مدينة الغيظة، حيث يحتجز الزايدي، وسط استنفار أمني غير مسبوق. وأفادت مصادر بأن وحدات من المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية في حضرموت انضمت للتحركات الاحترازية لمنع أي محاولات تسلل أو تنفيذ عمليات محتملة.

كما تواصل القوات الحكومية تنفيذ حملات أمنية لملاحقة عناصر يُشتبه بتورطها في الكمين الذي استهدف قوة عسكرية كانت تتولى نقل الزايدي إلى الغيظة، ما أسفر عن مقتل العقيد عبدالله بن زايد، قائد كتيبة الدبابات في اللواء 137 مشاة، وإصابة عدد من الجنود.

وتضمنت التحقيقات الأولية توقيف شخصيات محلية على صلة بالحادث، أبرزهم التاجر علي مرتاح، المنتمي إلى قبيلة رعفيت التي يتحدر منها محافظ المهرة محمد علي ياسر، وسط ضغوط قبلية للإفراج عنه، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة لـ”المصدر أونلاين”.

وفي بيان رسمي، شددت اللجنة الأمنية في المهرة على أن توقيف الشيخ الزايدي تم وفقًا للإجراءات القانونية، محذرة من أية تحركات مسلحة أو محاولات لفرض الأمر الواقع، وأكدت أن “أمن المهرة خط أحمر لا يمكن تجاوزه”.

وتثير هذه التطورات مخاوف من تحول المهرة إلى ساحة جديدة للصراع، خاصة مع استخدام الجماعة الحوثية قنوات التهريب والغطاء القبلي لمد نفوذها نحو شرق اليمن، في تحدٍ مباشر للسلطات المحلية والتحالف العربي.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks