تعز مدينة الحلم المصلوب على جدار النسيان

بقلم: وسام السفياني

تعز… وما أدراك ما تعز!
هي ليست مدينة يمنية، بل وجع لا ينتهي، وحكاية صبر تنزف منذ سنوات دون أن يلتفت إليها أحد.
تعز ليست كأي مدينة، إنها المدينة الحالمة التي وقفت بوجه العاصفة، ورفعت راية الكرامة في زمن صارت فيه الكرامة جريمة… فهل يعاقب الحالمون على أحلامهم؟

في قلب الوطن تعيش تعز مأساة مركبة، تغتال فيها الحياة يومياً بصمت. لا كهرباء، لا ماء، لا صحة، لا خدمات، ولا حتى بصيص أمل في الأفق. مواطنها البسيط المغلوب على أمره بات لا يطلب المستحيل، كل ما يريده هو القليل من الكرامة… القليل فقط!

مدينة تقاوم وحدها

هل تعاقب تعز لأنها قاومت؟ هل يحاصر أبناؤها لأنهم قالوا “لا” للظلم؟ أم أن خلف هذا التدهور المريع مشهد سياسي خفي تتداخل فيه مصالح حزبية وتضرب فيه كل القيم الوطنية عرض الحائط؟

في تعز باتت الحياة مشلولة وكل يوم يمر هو معركة بقاء لمواطن لا يملك شيئا سوى الأمل المكسور
الطفل في تعز يحلم بقطرة ماء والكهل يبحث عن دواء مفقود والشاب يقاتل للبقاء في وطن يتفنن في طرده من الحياة.

متى أصبحت الشهادة لعزة الوطن تقابل بالتهميش؟ متى صار الدفاع عن الكرامة ثمنه الحصار والجوع والخذلان؟
تعز اليوم تدفع ثمن وقوفها وثمن حبها لوطن تركها تنزف في صمت كما لو أنها ليست من هذا الجسد.

تعز اليوم لا تطلب الكثير فقط أن تُعامل كمدينة يمنية كباقي المدن أن يحترم أبناؤها كأبطال لا كمنبوذين أن تفتح لها أبواب الحياة كما فُتحت لغيرها.
فهل هذا كثير؟

صرخة إلى من بقي فيه ضمير

هذه ليست مجرد كلمات… هذه صرخة مدينة وجع مدينة خيبة مدينة
هذه تعز التي لا تزال تقاوم لا بالسلاح وحده، بل بالصبر، بالإصرار بالإيمان بأن الحق لا يموت وإن طال ليله

تعز… وما أدراك ما تعز…
إنها المدينة التي رغم كل شيء لا تزال تحلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks