
- تجار أسلحة مرتبطون بالحوثيين تفاعلوا مع منشور لماسك يستعرض سلاحه
أفاد تقرير حديث لمشروع الشفافية التقنية بأن تجار الأسلحة المرتبطين بالحوثيين في اليمن يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس وواتساب لبيع الأسلحة.
وتمكن المشروع من تحديد المئات من الحسابات التي تتعامل علنًا في البنادق والقنابل الصاروخية وغيرها من المعدات العسكرية، في انتهاك واضح لسياسات المنصات.
وجاء في التقرير أن “تطبيق إكس وواتساب يوفران منصةً أساسيةً لتجار الأسلحة المرتبطين بالحوثيين الذين يبيعون أسلحة الحرب.”
وأضاف التقرير “لدى الشركتين سياساتٌ تمنع هذا النوع من التجارة غير المشروعة، لكنها تسمح لها بالظهور علانيةً.”
ووصف مشروع الشفافية التقنية هذا النشاط بأنه “تهديد لمصالح الأمن القومي الأميركي،” مشيرا إلى أن الجماعة المدعومة من إيران مصنفة كمنظمة إرهابية.
وتوصل تحقيق أجرته منظمة مراقبة مقرها واشنطن، والتي تراقب المساءلة في شركات التكنولوجيا الكبرى، والذي استمر لعدة أشهر، إلى أن تجار الأسلحة التابعين للحوثيين كانوا يديرون متاجر أسلحة تجارية على كلتا المنصتين لعدة أشهر، وفي بعض الحالات لسنوات.
وحدد الباحثون ما لا يقل عن 130 حسابًا على منصة إكس في اليمن، و67 حسابًا تجاريًا على واتساب، تُعلن عن معدات عسكرية أو تُروّج لكتالوغات أسلحة للبيع. وشملت هذه الحسابات أسلحة أميركية الصنع – بعضها ممهور بعلامة “ملكية للحكومة الأميركية” – وأسلحة غربية أخرى ممهورة بعلامة “الناتو.”
وفي إحدى الحالات، عرض أحد البائعين أربع بنادق هجومية من طراز ام4 وهي بندقية هجومية يستخدمها الجيش الأميركي ووجّه المشترين إلى واتساب. وعرض حساب آخر صفقة شاملة تتضمن خوذة واقية من الرصاص، ونظارات للرؤية الليلية، وقنابل يدوية.
كما برزت الأسلحة الروسية، بما في ذلك قاذفات آر بي جي-7 وبنادق إيه كيه-47، بشكل بارز. حيث عُرضت بندقية آر بي جي-7 سوفيتية الصنع بحوالي 1800 دولار أميركي، بينما أعلن حساب آخر عن بندقية إيه كيه-47 روسية الصنع.
وتشير التقارير إلى أن أسعار بعض الأسلحة وصلت إلى 10 آلاف دولار، مما يشير إلى أن المبيعات قد تكون مخصصة لجماعات مسلحة أخرى أو متمردين.
وأظهرت العديد من الحسابات ولاءها للحوثيين، بما في ذلك صور أسلحة في صناديق تحمل شعارات الحوثيين مثل “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل.”
وحددت أكثر من نصف حسابات اكس صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين لأكثر من عقد، كموقع لها. ووجّهت العديد من الحسابات المشترين إلى حسابات تجارية على واتساب، بعضها عرض كتالوغات للبنادق والذخيرة علنًا. كما ارتبط عدد منها بحسابات على فيسبوك وإنستغرام، مما أثار المزيد من المخاوف بشأن تطبيق ميتا لسياساتها المتعلقة بالأسلحة النارية.
وتقول شركة ميتا، المالكة لتطبيق واتساب، إنها تراجع جميع الصور المُضافة إلى كتالوغات المنتجات، إلا أن الباحثين لم يجدوا أدلة تُذكر على تطبيق القانون. وأوضحت الشركة أنها حذفت منذ ذلك الحين عدة حسابات، مُدّعيةً أنها لا تستفيد من هذا النوع من الأنشطة، لكنها رفضت توضيح كيفية تجاوز المحتوى للمرشحات الحالية.
وقالت كاتي بول، مديرة مشروع الشفافية التقنية “إن تطبيقي اكس وواتساب لديهما سياسات ضد مبيعات الأسلحة، لكنهما يسمحان لتجار الأسلحة المرتبطين بجماعة إرهابية صنفتها الولايات المتحدة بتهريب الأسلحة عبر منصاتهما.”
وأضافت “في بعض الحالات، قد تستفيد هذه الشركات من انتهاكات سياساتها الخاصة، الأمر الذي يشكل مخاطر على الأمن القومي الأميركي.”
تشير نتائج مشروع الشفافية التقنية، التي تستند إلى تحقيق مماثل أجرته صحيفة التايمز في أغسطس 2024، إلى أن معظم حسابات تجار الأسلحة المرتبطة بالحوثيين أُنشئت أو أصبحت نشطة بعد تسريحات جماعية في شركتي إكس وميتا، مما أضعف قدرات إنفاذ القانون. وكان العديد من الحسابات يحمل علامات زرقاء، وكان مشتركًا في خدمات مميزة يُفترض أن تكون خاضعة للرقابة.
ويبدو أن ما يقرب من ثلثي الحسابات قد نشرت محتوى يتعلق بالأسلحة خلال الأشهر الستة الماضية.
وأضاف بول “إن كلاً من ميتا وإكس لديهما رأس المال والأدوات والموارد البشرية اللازمة لمعالجة هذه المشكلة، لكنهما لا يفعلان ذلك.”
وتعليقاً على التقرير، قال متحدث باسم واتساب، إذا حددنا أو علمنا بمحاولة منظمات إرهابية أميركية استخدام خدمتنا، فسنتخذ الإجراءات المناسبة بما في ذلك حظر الحسابات، امتثالاً لالتزاماتنا القانونية.
ثم حظر واتساب حسابين أرسلتهما له صحيفة الغارديان، البريطانية لكنه لم يُجب على أسئلة حول كيفية إغفال عمليات المراجعة التي أجرتها الشركة في البداية لحسابات تجار الأسلحة.
وظهرت إعلانات في تعليقات منشورات بيع الأسلحة، مما يُشير إلى أن منصة إكس ربما تربح المال من هذه المنشورات فمثلا نشرت المنصة إعلانًا لشركة تبيع ملحقات شركة تسلا أسفل منشور يعرض فيه تاجر أسلحة مسدسًا أميركيًا.
وكان الملياردير الأميركي إيلون ماسك صاحب شركة تسلا قد اشترى “إكس” عام 2022 وبعدها قام بتسريح حوالي 80 في المئة من فريق الثقة والسلامة في الشركة، والذي كان مُكرّسًا لإدارة المحتوى.
وكان العديد من تجار الأسلحة مشتركين في “إكس بريميوم ” ويستخدمون تطبيق “واتساب بيزنس” وهما خدمتان يُفترض أن تكونا خاضعتين للرقابة.
ووجد تقرير سابق لمشروع الشفافية التقنية أن أكثر من 200 حساب تابع لجماعات إرهابية وجماعات أخرى خاضعة للعقوبات، تحمل علامات زرقاء، ومشتركة في خدمة “إكس بريميم.”
وتفاعل عدد من تجار الأسلحة المرتبطين بالحوثيين مع ماسك نفسه على منصة إكس عندما نشر رجل الأعمال مقطع فيديو لنفسه وهو يطلق النار من بندقية قنص في سبتمبر 2023، حيث رد عليه 3 تجار أسلحة بالإعلان عن أسلحتهم الخاصة، والتي تضمنت بندقيتين.
وخلال العامين الماضيين، سرّحت شركة ميتا الآلاف من الموظفين الذين كان الكثير منهم مُكرّسين لجهود السلامة.
وفي يناير الماضي، تعهدت شركة ميتا بالتراجع عن سياسة إدارة المحتوى، وهو ما بدا اعترافًا بشكاوى الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي.
وإلى جانب مشاكل إدارة المحتوى، أثار مشروع الشفافية التقنية أيضًا تساؤلات حول تهريب الأسلحة عالميًا وقال تيمور خان، رئيس عمليات إقليمية في “مركز أبحاث تسليح الصراعات”، إن تتبع كيفية وصول الأسلحة الأميركية الصنع إلى الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون بدقة أمر صعب، وهناك عدة تفسيرات محتملة لذلك.