روكب اليوم
✍🏻 إبراهيم بن عباد
لم يكن مساء البارحة عاديًا في وادي حضرموت تحديدًا مديرية شبام فقد دوّت صرخة أم واهتزت قلوب الأهل والأصحاب وسقط شاب في ريعان شبابه علي صالح بن عباد مضرجًا بدمه ضحية استهتار البعض بحمل السلاح في غير موضعه وبلا مسؤولية .
حمل السلاح الذي كان في الماضي رمزًا للرجولة والدفاع عن الأرض والعرض تحوّل في أسواقنا وشوارعنا وبيوتنا إلى أداة تهور لا تميّز بين خصم وعدو ولا بين طفل وشيخ ولا بين مشادة كلامية على اتفه الأمور بحقنة دماء .
في الأسواق العامة حيث يتسوق المواطنون ويصحبون أبناءهم نجد البعض يتجول بسلاحه وكأننا في منطقة حرب لا قانون يردع ولا وعي يقي ولا رقابة تمنع والأسوأ من ذلك حين تتحول الخلافات الشخصية البسيطة التي يمكن حلها بكلمة طيبة إلى اشتباك مسلح لا يعرف كيف يبدأ لكنه ينتهي غالبًا بكارثة مدوّية .حادثة مقتل الشاب علي صالح بن عباد رحمه الله هي جرس إنذار جديد ومؤلم يدق بقوة في آذاننا جميعًا شاب خرج من بيته ولم يعد فقط لأن شخصًا ما قرر أن يحمل سلاحه ويستخدمه في لحظة غضب واستهتار .متى سنتعلم أن الخصومة لا تبرر حمل السلاح؟
متى نزرع في أبنائنا أن الشجاعة ليست في إطلاق الرصاص بل في ضبط النفس؟
متى نوقف هذا النزيف اليومي الذي يأخذ منا أعزاء لا ذنب لهم سوى تواجدهم في المكان الخطأ واللحظة الخطأ ؟إنني اليوم اجدها فرصة بالمطالبة بوضع إجراءات فعلية وصارمة :-
نرجوا من قيادة الأمن والشرطة بوادي وصحراء حضرموت بمنع حمل السلاح في الأسواق والأماكن العامة دون استثناء وتفعيل دور السلطات الأمنية في التفتيش والعقوبة .-
نشر الوعي المجتمعي بخطورة الأمر لايقتصر على فئة معينة بل يحتاج الى مشاركة كافة شرائح المجتمع في ذلك .وتجريم حمل السلاح وقت الخصومات مهما كانت الأسباب دم علي في رقاب الجميع إذا بقينا صامتين ليكن دمه الطاهر نقطة التحوّل…
نقطة البداية لحملة حقيقية لإعادة الهيبة للقانون والسلام للشارع والأمان لبيوتنا .
ولا يفوتني هنا أن أُثمّن الدور الإيجابي والجهود المبذولة من قبل رئيس اللجنة الأمنية بالمديرية مدير عام شبام الأستاذ طارق طالب فلهوم على اصراره في تعزيز الجوانب الامنية بالمديرية وإدارة أمن مديرية شبام بقيادة الرائد محمد أحمد غلاب لما تقدمه من حس أمني عالٍ وسرعة استجابة في التعامل مع الحادثة وضبط الجناة وسعيها المستمر للحفاظ على الأمن والاستقرار في أحياء المديرية وأسواقها هذه الجهود تستحق الشكر والدعم وتُعد ركيزة أساسية يجب أن تُبنى عليها خطوات أكثر صرامة في الحد من ظاهرة حمل السلاح العشوائي لنحمي ما تبقى من أرواح ومجتمع .