حين تُقتل الكفاءة بالصمت: جريح جنوبي يُصارع الموت في العاصمة عدن ومناشداته تُقابل بالتجاهل

عدن – روكب اليوم/ خاص:

في مشهد يتكرر بصمت قاتل، يُترك الجريح الجنوبي والناشط الحقوقي (أسعد أبو الخطاب) يواجه مصيره في أحد مستشفيات العاصمة عدن، بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، في وقت كان يأمل أن يكون لصوته – الذي لطالما دافع عن قضايا الجنوب وكرامة الإنسان – صدىً لدى من يزعمون تمثيله والدفاع عن مصالحه.

رغم المناشدات المتكررة التي أطلقها عبر وسائل الإعلام المحلية وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يلقَ أي تجاوب فعلي من قبل مسؤولي المجلس الانتقالي الحنوبي، ولا من أعضاء حكومة الشرعية اليمنية، ولا حتى من المجلس الرئاسي الذي لا يكف عن الحديث عن “دعم الكفاءات والمبدعين”.

كأن من يتحدث ليس منّا، وكأن من يُحتضر ليس إنسانًا:

هذا الجريح لم يكن مجرد اسم آخر في قائمة المهمشين، بل كان صوتًا حرًا وثقافيًا ناشطًا، حمل على عاتقه همّ الجنوب وقضاياه، وساهم بفكره وقلمه في توعية المجتمع ومجابهة الفساد.

فهل أصبحت هذه هي الجريمة التي يُعاقَب عليها في هذا البلد؟

أن تكون صاحب فكر وضمير؟

إهمالٌ ممنهج أم سياسة تصفية؟

أسئلة مشروعة تتردّد اليوم على ألسنة الكثير من أبناء العاصمة عدن والجنوب، ممن يشهدون على صمتٍ مريب حيال ما يتعرض له النشطاء والمثقفون من تجاهل وإقصاء، وكأن هناك قرارًا غير معلن: “تخلّصوا من كل من يفكر”.
فهل أصبح قتل الكفاءات سياسة غير مكتوبة تمارس باسم الشرعية تارة، وباسم الأمن تارة أخرى؟

الناشطون ليسوا أعداء الوطن، بل بوصلته:

ما يحدث ليس فقط مأساة شخصية لجريح تُرك يصارع الموت، بل هو جريمة جماعية بحق مجتمع يُفرّغ من عقول أبنائه ونخبه، لصالح الرداءة والفساد.

من الذي يربح حين نخسر كاتبًا، أو ناشطًا، أو طبيبًا؟

ومن الذي يخشى أن يعيش الجنوب بكفاءاته؟

إنها صرخة في وجه كل من تخلّف عن أداء واجبه، وكل من تخفى خلف منصبه وصمته المريب.
الجرحى لا يحتاجون إلى خطب أو شعارات، بل إلى استجابة عاجلة، وحياة كريمة.

العاصمة عدن لا تستحق هذا الجحود، وأبناؤها أولى بالإنقاذ قبل أن نكتب عنهم مراثيهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version
Enable Notifications OK No thanks