خبير عسكري: إسرائيل تستخدم قذائف مشعة ضمن مشروع تهجير إستراتيجي |



روكب اليوم

|

تستخدم إسرائيل قذائف أميركية متطورة في قصف غزة، وهي تجمع في قدراتها بين دبابات ميركافا وأبرامز، وتتميز بقدرات تدميرية استثنائية، وفقا للخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي.

وتمتاز هذه القذائف بقدرتها على اختراق الدروع الفولاذية وتدمير البنايات المحصنة، حيث تبلغ قدرتها التدميرية مليوني وحدة للدروع الفولاذية سواء كانت مدرعة أو بنايات، ويصل مداها إلى 5 كيلومترات بسرعة 1600 متر في الثانية.

وتحتوي هذه القذائف على سبيكة ألومنيوم مع مادة البريليوم، وربما اليورانيوم المنضب الذي يرسل إشعاعاً حرارياً يرفع درجة الحرارة لدرجات عالية جداً تؤدي إلى انصهار المواد.

وتختلف هذه القذائف عن غيرها بخصائصها الإشعاعية، حيث تحقق كفاءة إشعاعية تبلغ 60% نسبة لليورانيوم المخصب، مما يمنحها قدرة على إحداث ارتفاع عال بدرجات الحرارة يساعد في اختراق الدروع والكتل الخرسانية، كما يوضح الشريفي.

وتتبع إسرائيل إستراتيجية مزدوجة تبدأ بالتدمير بالقذائف المتطورة ثم تكمل بالتجريف باستخدام الجرافات والحفارات لهدم ما تبقى من المباني.

وقالت صحيفة هآرتس -أمس الأحد- إن الجيش يصرح رسميا بأن ما تقوم به مئات الآليات الثقيلة من هدم للمنازل في قطاع غزة يتم لأغراض عملياتية، ولكن نموذج تعويض مشغلي هذه الآليات يناقض هذا الادعاء.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية بافتتاحيتها أن مئات الجرافات والحفارات تواصل جهودها لجعل غزة غير صالحة للسكن لسنوات قادمة.

وتهدف عمليات التجريف -وفقا للخبير العسكري- إلى فتح مسالك تعطي مرونة للحركة العسكرية، والبحث عن فوهات الأنفاق التي تظل غير منظورة للجهد الاستخباراتي الجوي والبري.

وتسعى هذه الإستراتيجية لجعل الأرض مفتوحة بوضوح، حتى إذا حدثت مناورات للمقاومة من الأنفاق تكون منظورة ولا تستطيع التحصن بحجب الرؤية التي تحدثها أكوام الدمار.

وتدلل التراتبية في سير الأحداث على أن الهدف ليس إحراق الأرض فقط، وإنما تجريدها من البنى التحتية والبشر معاً.

السياق الإقليمي

وفي السياق الإقليمي، لا تخوض المقاومة معركة عادية بل تحارب مشروعاً إستراتيجياً يهدف للتهجير القسري من غزة إلى سيناء، كما يوضح الشريفي.

ويشكل هذا المشروع جزءاً من معادلة أوسع تسعى لوضع اليد على المدن الثلاث غزة والعريش وسيدروت، في إطار إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.

كما يمتد المشروع ليشمل مناطق أخرى مثل القنيطرة ودرعا والسويداء، ضمن سعي إسرائيلي لتعزيز الأفق الجغرافي الجديد لما يطلق عليه الأمن القومي الإسرائيلي.

وتهدف الضربات الجوية لهذه المناطق لاختلاق حكومة بديلة، حيث تعتبر هذه المناطق جزءاً من العمق الإستراتيجي للأمن الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بمصر، أشار الشريفي إلى أن هذا المشروع يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري والعربي، خاصة مع محاولة فرض عملية الترحيل من غزة إلى سيناء.

ويندرج المشروع ضمن إستراتيجية أميركية أوسع لإيقاف سيطرة الصين على الأسواق، من خلال إيجاد بديل شرق أوسطي تحضر فيه القدرات التقنية الأوروبية بالدعم والأموال الأميركية واليد العاملة الشرق أوسطية.

وأكد الخبير الإستراتيجي أن مصر تمثل خط الصد الأهم في معادلة الاشتباك، حيث لا تمثل أمنها القومي فحسب بل تعتبر امتداداً للأمن القومي العربي ودول الخليج برمتها.

ويتطلب مواجهة هذا المشروع -وفقا لرأيه- موقفاً شرق أوسطي موحداً لدول المنطقة، وفي غياب هذا الموقف قد تضطر مصر للقتال منفردة دفاعاً عن قضية الشرق الأوسط وليس قضية مصر وحدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks