“دراسات في اللغة المهرية” جديد ابن فائل

روكب اليوم
أهدي بمداد القلب أستاذ اللغة والنحو في جامعة الشرقية بسلطنة عُمان د. عامر فائل بلحاف إصداره الأخير الموسوم بـ”دراسات في اللغة المهرية”.

د. عامر فائل

إلى فلذة كبده عبد الله.. إثر حادثة أدمت القلب.. وتركت فيه ندبًا لا يُمحى.

الكتاب الذي صدر العام الجاري عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء يقع في أربعة فصول وزعت في 229 صفحة، حمل الفصل الأول عنوان “بقايا لُغوية سامية قديمة في اللغة المهرية”، وفيه لمّ شتات ما كُتبَ عنها من خلال ثلاثة أصوات صفيرية تؤلف مجموعة السين والشين وثالث بينهما.. وهي كما يذكر الباحث “بروكلمان” موجودة في السامية الأم.

سعى الباحث بلحاف في الفصل الثاني الذي جاء بعنوان “التذكير والتأنيث بين اللغتين العربية والمهرية”، إلى دراسة ظاهرة التأنيث والتذكير بين العربية والمهرية بدراسة بينية مقارنة، وذلك من خلال رصده لقواعد العربية الفصيحة ومقارنتها والاستعمال المهري المعاصر.

واجه المؤلف صعوبة شحة المصادر فلجأ إلى جمع المادة من أفواه الناطقين بالمهرية التي يجيدها عامر؛ كونها لغته الأم كإجادته للغة العربية والإنجليزية بطلاقة.

يتخوف الباحث عند حديثه في الفصل الثالث عن خطر اندثار اللغة المهرية، السقطرية، وغيرها من اللغات التي ربما لم نعُد السماع بها كـ”الحرسوسوية، البطحرية، والهوبيوت” وضم صوته إلى جانب أصوات المستشرقين للحفاظ عليها وصونها، قبل زوالها.

وحاول في هذا الفصل أن يُجيب عن تخوفاته تلك وغيرها من خلال محاولة أن يتبيّن فيها واقع لغات البشرية بشكل عام، ومعرفة مفهوم الاندثار وعلاماته، ومراحله، وكذا تتبع مراحل محاولات إنقاذها وصونها عالميًا.

واختتم كتابه بفصل رابع اجتهد فيه إلى التعريف بالمنح العلمي الحديث في اللغة المهرية، متخذًا من جهود مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث في بلادنا ميدانًا للرصد.. وخرج فيه بنتائج أرجعها فائل إلى المركز، منها مشروع “الذخيرة اللغوية المهرية” إلى جانب وضع “المعجم المهري الشامل”؛ لحماية اللغة المهرية من الاندثار، ووضع نظام كتابي للغة المهرية، بعد أن ظلت لآلاف السنين لغة شفاهية منطوقة فقط.

يُذكر أن اللغة المهرية تُعد من اللغات العربية الجنوبية القديمة حتى يومنا هذا، وكما يعدها “بروكلمان بأنها بقايا لُغوية قديمة، إلى جانب الشحرية والسقطرية”.

بينما يرى د. عامر اللغة المهرية وأخواتها لغات تداخلت فيها عناصر لُغوية متنوعة من الشمال والجنوب، مشيرًا إلى أن فيها أنموذجات من اللغة السامية القديمة.

الكتاب قيمة مضافة للمكتبات المحلية والعربية والدولية.. وجدير بالقراءة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks