Site icon روكب اليوم

زراعة السمسم بين تحديات الماضي وفرص الموسم الجديد

%D8%B3%D9%85%D8%B3%D9%85.webp
روكب اليوم
يمثل محصول السمسم واحدًا من أهم المحاصيل الزراعية ذات القيمة الاقتصادية العالية في محافظتي أبين ولحج نظرًا لما يوفره من عوائد مالية مجزية ودوره في تحقيق الأمن الغذائي.

وقال الخبير الزراعي عبدالقادر السميطي أن السمسم يعتبر كنز المعادن والفيتامينات وقلعة البروتينات وله أهمية كبيرة لدى عامة الناس والمزارعين وهو من المحاصيل الزراعية المشهورة.

ولفت بأن تجربة الموسم الماضي وما رافقها من مشكلات مرضية وخسائر إنتاجية جعلت العديد من المزارعين يتخوفون من زراعته هذا الموسم جراء الأمراض الفطرية التي لحقت به وخلفت خسائر للعديد من المزارعين.

وتابع: “من منطلق الحرص على مصلحة المزارعين وتشجيعهم على الاستمرار في زراعة السمسم نؤكد أن زراعة هذا المحصول ممكنة وآمنة هذا العام شريطة الالتزام بعدد من التوصيات الفنية الهامة وهي، اختيار البذور من مصادر موثوقة و استخدام بذور جيدة ومعتمدة يسهم بشكل كبير في الحصول على محصول صحي ومردود وفير ويحد من انتقال الأمراض، و تجنب تكرار الزراعة في نفس الحقل تمامًا و في نفس القطعة التي زرع بها في الموسم السابق وذلك لتقليل فرص إصابة المحصول بالأمراض الفطرية والحشرية التي قد تبقى في التربة، و المتابعة والإبلاغ المبكر في حال ظهور أي إصابات أو أعراض غير طبيعية على النباتات، حيث ينبغي على المزارعين الإبلاغ الفوري للجهات المختصة (الأبحاث والإرشاد الزراعي) ليتم التدخل السريع واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة مما يحمي المحصول من الخسائر المحتملة.

وقال: “يُعد محصول السمسم من أهم المحاصيل الداعمة لتربية نحل العسل إذ يوفر أزهارًا غنية بالرحيق وحبوب اللقاح مما يساعد على زيادة إنتاج طرود نحل العسل وتقوية الخلايا الضعيفة خصوصا في العشر الأيام الأولى من التزهير فإن العناية بالسمسم تعني في الوقت ذاته العناية بالثروة النحلية التي لا تقل أهمية عن الزراعة، بل تشكل ركيزة أساسية في تعزيز الإنتاج الزراعي عبر التلقيح وتحسين جودة المحاصيل”

وأضاف بأنه في حال قيام المزارعين بعمليات مكافحة ورش المبيدات على محصول السمسم، يتوجب الالتزام باختيار مبيدات آمنة ذات أثر سمي ضعيف على نحل العسل، و إشعار النحالين مسبقًا بوقت كافٍ قبل الرش، ليتسنى لهم حماية خلايا النحل، و تنفيذ الرش في الأوقات المناسبة مثل ساعات المساء أو الصباح الباكر عندما تكون النحل في خلاياها، لتقليل الخسائر.

إن الالتزام بهذه الإرشادات العلمية والفنية يضمن موسمًا زراعيًا ناجحًا لمحصول السمسم ويحمي في الوقت ذاته الثروة النحلية بما يعزز من التنمية الزراعية المستدامة في أبين ولحج وباقي المحافظات.

من جانب آخر قال السميطي بأن التاسع من سبتمبر من كل عام يحتفي المهندسون الزراعيون في الوطن العربي عامة واليمن خاصة بيومهم المهني.. مضيفا بأن المهندس الزراعي ليس مجرد خبير في الحقول أو المرشد للمزارعين، بل هو الركيزة الأساسية لنهضة زراعية متجددة يسهم بخبراته في تحسين الإنتاجية، واستصلاح الأراضي، وإدارة الموارد المائية ومكافحة الآفات والحفاظ على البيئة الزراعية. إنه الجسر الذي يربط بين البحث العلمي والتطبيق العملي في الميدان.

وفي ظل التحديات الراهنة التي يمر بها القطاع الزراعي في اليمن من شحّ المياه، وتغيّر المناخ، وضعف البنية التحتية الزراعية، يبرز دور المهندس الزراعي كقائد للتغيير الإيجابي، يسعى لتقديم الحلول العلمية والعملية، ويقف جنبًا إلى جنب مع المزارعين في مواجهة الصعاب.


Exit mobile version