روكب اليوم
2025-04-29 09:41:00
مصنع بوينغ – أميركا
في أول تعليق رسمي من جانبها، أكدت وزارة التجارة الصينية، الثلاثاء، أن شركات الطيران الصينية، وشركة بوينغ الأميركية، تعرضتا لأضرار كبيرة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، داعيةً واشنطن إلى معالجة هذه المخاوف وتهيئة بيئة تجارية مستقرة وقابلة للتنبؤ.
وجاءت هذه التصريحات بعد أيام فقط من إعلان بوينغ أنها أعادت ثلاث طائرات من طراز “737 ماكس” إلى الولايات المتحدة كانت مخصصة لعملاء صينيين، في ظل امتناع بعض شركات الطيران الصينية عن استلام الطائرات الجديدة بسبب التوترات التجارية المستمرة.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيانها، إن الرسوم الأميركية لم تؤثر فقط على بوينغ وشركات الطيران الصينية، بل أحدثت أيضاً اضطراباً واسعاً في سلاسل التوريد العالمية المرتبطة بالنقل الجوي والاستثمار في قطاع الطيران، مضيفة أن الصين ما تزال مستعدة لدعم التعاون التجاري الطبيعي بين البلدين، إذا ما توافرت بيئة أعمال مستقرة.
وتعود جذور الأزمة الحالية إلى الحرب التجارية الممتدة بين الصين والولايات المتحدة، عندما بدأت واشنطن بفرض رسوم جمركية بمليارات الدولارات على السلع الصينية، وردت بكين بإجراءات مماثلة.
وتُعد الصين ثاني أكبر سوق طيران في العالم بعد الولايات المتحدة، وسبق أن شكلت أكثر من 25 بالمئة من إجمالي مبيعات بوينغ الدولية قبل اندلاع الحرب التجارية.
وتشير تقديرات اتحاد النقل الجوي الدولي إلى أن تباطؤ الطلب من السوق الصينية قد يُكبّد شركات تصنيع الطائرات الأميركية خسائر بمليارات الدولارات على مدى السنوات الخمس المقبلة، كما أنه قد يُحفز شركات الطيران الصينية على التوجه نحو موردين آخرين، وعلى رأسهم شركة “كوماك” الصينية المصنعة لطائرة “C919“، المنافس المحلي لطراز “737 ماكس”.
بوينغ في مأزق
في تصريح سابق الأسبوع الماضي، أكدت بوينغ أن لديها عشرات الطائرات الجاهزة للتسليم إلى الصين، لكن تصاعد التوترات جعل من غير المؤكد إتمام تلك الصفقات، مما دفعها إلى البحث عن أسواق بديلة لإعادة بيع الطائرات.
وتأتي هذه التطورات بينما تحاول بوينغ، التي عانت خلال السنوات الماضية من أزمات متعددة مرتبطة بالطراز “737 ماكس”، استعادة موقعها التنافسي العالمي أمام منافستها الأوروبية “إيرباص“، التي استفادت من التوترات الأميركية-الصينية لزيادة حصتها في السوق الآسيوية.
مستقبل مشحون
في ظل استمرار تصعيد الرسوم الجمركية، يرى محللون أن صناعة الطيران العالمية قد تتجه نحو انقسامات جيوسياسية أوسع، حيث تسعى الصين إلى تعزيز صناعة الطيران المحلية عبر دعم “كوماك”، بينما تواجه بوينغ بيئة مبيعات أكثر صعوبة ليس فقط في الصين، ولكن في أسواق آسيوية أخرى تنظر بريبة إلى السياسات التجارية الأميركية.