قال وزير الخارجية في الحكومة الموالية لجماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية المتحالفة مع إيران، جمال عامر، إن الجماعة لن توقف هجماتها في البحر الأحمر تحت وطأة الضغوط العسكرية الأميركية، أو استجابة لمناشدات حلفاء مثل إيران، وذلك غداة تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحميل إيران مسؤولية أي هجوم للجماعة اليمنية.
وفي أول تعليق له على هذه المسألة لوكالة أنباء أجنبية، قال عامر إنه لن يكون هناك أي حديث عن تهدئة للعمليات قبل إنهاء منع دخول المساعدات لغزة، مضيفاً أن إيران لا تتدخل في قرارات الحوثيين، بل تتوسط أحياناً، لكن ليس بوسعها إملاء ما عليهم فعله. وقال عامر إنه لا علم لديه عن أي رسالة سلمتها إيران إلى مبعوث الحوثيين لدى طهران، مضيفاً أن هناك رسائل من قوى أخرى للتهدئة.
وذكر أن اليمن الآن في حالة حرب مع الولايات المتحدة، مما يمنحه الحق في الدفاع عن النفس بكل الوسائل الممكنة، مضيفاً أن التصعيد أمر محتمل. وقال وزير الخارجية في الحكومة التابعة للحوثيين إن الولايات المتحدة تهدد إيران وتضرب اليمن، مضيفاً أن كل السيناريوهات مطروحة في الوقت الراهن، وأن اليمن سيرد على واشنطن بالمثل.
وذكر أيضاً أن السعودية، التي دعمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضد الحوثيين في الحرب الأهلية، لم تتدخل عسكرياً حتى الآن، وكذلك دول الخليج الأخرى.
وأضاف أن هذا أمر يقدره الحوثيون، لكنه حذّر من أن دول الخليج ستكون عرضة لخطر الوقوع في مرمى نيران الجماعة إذا تدخلت عسكريا.
وتابع قائلا إنه إذا استُخدمت أي طائرة أو قاعدة ضد الجماعة، فإنها ستصعد وتدافع عن نفسها، لكن إذا استمرت دول الخليج في الحياد، فستظل هذه الدول في منأى عن الجماعة.
وندّدت إيران، في رسالة إلى الأمم المتحدة، بتصريحات ترامب «العدوانية» التي قال فيها «من الآن فصاعدا، سينظر إلى كل طلقة يطلقها الحوثيون على أنها أطلقت من أسلحة وقيادة إيران»، مضيفاً: «ستتحمل إيران المسؤولية وستواجه عواقب، وستكون هذه العواقب وخيمة»، متهما إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والمال والمعلومات الاستخباراتية.
وحذّر السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، في الرسالة من أن أي عمل عسكري ضدها ستترتب عليه «عواقب وخيمة» تتحمل واشنطن وحدها «المسؤولية الكاملة» عنها. وفجر أمس، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم ثالث على حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر خلال 48 ساعة.