طيران الإمارات.. ترسم ملامح المستقبل بثقة وتفاؤل


روكب اليوم
2025-04-30 12:06:00

خاص

الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة

الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة

في حديث استثنائي، يكشف رئيس مجموعة الإمارات عن أرقام قياسية، واستراتيجيات تحديث جريئة، ورؤية طموحة لعصر ما بعد “كوب 28”

في مشهد يعكس عمق الثقة بالقدرة الإماراتية على قيادة تحولات اقتصادية عالمية من قلب قطاع الطيران، أدلى الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، بتصريحات حملت من التفاؤل والواقعية ما يكفي لرسم خارطة طريق واضحة لمستقبل أحد أكثر القطاعات تأثيرًا في اقتصاد دبي.

لم يكن حديث الشيخ أحمد إلى “سكاي نيوز عربية” مجرد استعراض لأرقام ومؤشرات، بل جاء أقرب إلى خطاب استراتيجي يرصد تحديات المرحلة المقبلة، ويؤكد على جاهزية الإمارات، ودبي خصوصًا، للمضي قدمًا في ربط العالم من الجو، مع الحفاظ على موقعها كمحور حيوي في الاقتصاد العالمي.

اقتصاد طيران.. دبي تُحلّق على جناحي “الإمارات” و”فلاي دبي”

كشف تقرير حديث أصدرته “أوكسفورد إيكونوميكس” أن مساهمة مجموعة الإمارات وحدها في اقتصاد دبي تبلغ 15 بالمئة، بينما تصل مساهمة قطاع الطيران ككل إلى نحو 27 بالمئة. أرقام ليست فقط مؤشرًا على الحجم، بل شهادة على أن الطيران في دبي ليس قطاعًا خدميًا، بل عصب اقتصادي كامل يرتبط بأداء المدينة ومكانتها الدولية.

وفي هذا السياق، قال الشيخ أحمد إن “وضع طيران الإمارات يرتبط كثيرًا بنتائج دبي، كل منهما يُكمل الآخر، ودبي دائمًا تأتي أولًا”، مشيرًا إلى العلاقة التبادلية التي تجعل من نجاح الناقلة الوطنية رافعة لاقتصاد الإمارة، والعكس كذلك.

تأكيده على أن مطار دبي الدولي خدم 92.5 مليون راكب في العام الماضي، مع استحواذ “طيران الإمارات” على أكثر من نصف هذه الحركة، يعكس بوضوح حجم الاعتماد الدولي على دبي كمحور عبور جوي عالمي، خصوصًا في مرحلة ما بعد الجائحة التي شهدت إعادة تعريف لمفاهيم الربط العالمي.

تفاؤل مدروس وسط تحديات عالمية

رغم إقراره بأن قطاع الطيران يتأثر بالوضع الاقتصادي العالمي، فإن الشيخ أحمد لم يُخفِ تفاؤله قائلا: “أنا من الأسخاص الذين هم دائمًا متفائلون… توقعاتنا بالنسبة لـ2025 و2026 جيدة”، مؤكدًا أن التحديات أصبحت واقعًا عالميًا ينبغي التكيف معه لا الهروب منه.

هذا التوازن بين الواقعية والروح الاستباقية شكّل خيطًا ناظمًا في تصريحاته، خصوصًا حين أشار إلى تأخّر تسليم بعض الطائرات، لكنه في الوقت ذاته أعلن عن استلام الشركة لأربع طائرات جديدة من طراز Airbus A350، مع توقعات بزيادة عدد الطائرات إلى ما بين 12 و15 قبل نهاية العام.

استثمار في المستقبل: تحديث الأسطول ورؤية ما بعد “كوب 28”

أوضح الشيخ أحمد أن “طيران الإمارات” قررت استثمار 5 مليارات دولار في تحديث أسطولها، مع تحديث أكثر من 60 طائرة بنهاية العام الحالي، في خطوة تعكس ليس فقط السعي لمواكبة التطورات التقنية، بل أيضًا الحفاظ على “سمعة الشركة”، كما قال.

هذا التوجه الاستثماري يأتي في وقت تتسابق فيه شركات الطيران العالمية نحو تعزيز الكفاءة وتقليل البصمة الكربونية.

وفي هذا السياق، شدد الشيخ أحمد على أن “الاستدامة مطلب عالمي”، مؤكدًا أن “الاقتصاد الدائري سيكون عملية مستمرة”، خاصة بعد نجاح الإمارات في استضافة مؤتمر كوب 28.

وقال إن “طيران الإمارات” باتت ثاني شركة طيران على مستوى العالم تنضم إلى ائتلاف الاقتصاد الدائري، ما يعزز مكانتها كشركة تتحمل مسؤوليتها البيئية.

الشحن والوقود: ربحية متوازنة رغم التقلبات

أما فيما يخص قطاع الشحن، فاعتبره الشيخ أحمد “عاملًا أساسيًا في ربحية الشركة”، مشيرًا إلى أن طائرات “الإمارات” ذات البدن العريض تُمكّن الشركة من نقل شحنات كبيرة بكفاءة عالية.

لكنّه لم يغفل التحديات، مؤكدًا أن “تكلفة الوقود كانت أحد الأسباب الرئيسية” المؤثرة على الأداء، وأن تأثير هذا العامل يختلف من عام لآخر ومن شهر لآخر.

ربط العالم من دبي.. أقرب نقطة وأبعدها في متناول اليد

في واحدة من أكثر التصريحات إثارة للإعجاب، قال الشيخ أحمد: “طيران الإمارات وصلت إلى أبعد نقطة في العالم… من أقرب نقطة تطير لها خلال 45 دقيقة، إلى نيوزيلندا أو أمريكا الجنوبية في أكثر من 16 ساعة”.

بهذه العبارة، لخّص قدرة الناقلة على الربط الفعّال بين الثقافات والأسواق، مؤكداً أن “ربط دبي بالعالم” يظل الهدف الرئيسي.

وأضاف أن افتتاح خطوط جديدة وزيادة عدد الرحلات على الوجهات الحالية هو جزء من خطة النمو، مما يشير إلى ديناميكية واستجابة مرنة لمتغيرات السوق.

قيادة مستلهمة.. دروس من المؤسس

في ختام حديثه، استرجع الشيخ أحمد تجربته الطويلة في قطاع الطيران قائلاً: “تعلمت من قائدي ورئيسي… أن نتعامل مع الأزمات بجدية واستباق، لا أن نقلل من قيمة المشكلة”، وهي عبارة تلخص فلسفة إدارية صلبة، تربط بين الحكمة في اتخاذ القرار والجرأة في المضي قدمًا، حتى وسط عواصف الاقتصاد العالمي.

طيران الإمارات.. طموح لا يعرف الهبوط

تصريحات الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم لا تُقرأ بمعزل عن سياقها الزمني والمكاني، بل تأتي كإشارة صريحة إلى أن دبي، من خلال “طيران الإمارات”، لا تزال في صدارة مشهد الطيران العالمي، لا كموقع جغرافي فقط، بل كمنظومة متكاملة تمزج بين الطموح الاقتصادي والاستدامة، بين الخدمة والربحية، وبين الريادة والرؤية.

إنه خطاب طيران لا يصف الواقع فقط، بل يرسم ملامح المستقبل.. مستقبل لا يقبل بأقل من التحليق على ارتفاعات غير مسبوقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks