عزيزي الجنوبي، عزيزتي الجنوبية… كيف سيكون وضعنا لو سقطت العاصمة عدن؟

✍️الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

يا أبناء الجنوب الأحرار، يا من رويتم تراب هذا الوطن بدمائكم، دعونا نسأل بصوت مرتفع، بلا تزييف، بلا دبلوماسية ناعمة:
ماذا لو سقطت العاصمة عدن؟

ماذا لو عاد العَلم الغريب يُرفرف على قلعتها؟

ماذا لو صارت “زهرة المدائن الجنوبية” رهينة في يد أعداء حلمنا، أعداء كرامتنا، أعداء تاريخنا؟

سيناريو السقوط ليس بعيدًا… بل أقرب مما نتصور!

من يراقب المشهد يدرك أن العاصمة عدن ليست فقط مهددة بالبندقية، بل مخترقة بالسكين من الداخل.

هناك من يتآمر، وهناك من يسكت، وهناك من “يتحفظ” حتى لا يغضب المانحين!

ولو سقطت العاصمة عدن، فالأعداء لن يحتفلوا بالنصر وحدهم، بل سيحتفل معهم كل من صمت، كل من ساوم، كل من بدّل ثوب الثورة بربطة عنق الوظيفة، وكل من غلّب المصلحة على المبدأ، والكرسي على الكرامة!

عزيزي الجنوبي، عزيزتي الجنوبية، هل فكّرتم في شكل الجنوب بعد سقوط العاصمة عدن؟

لن تكون هناك مظاهرات… بل قمعٌ بلا حدود… لن تكون هناك منابر… بل أبواق تمجّد الاحتلال الجديد.

لن تكون هناك ألوان… بل لون واحد: الرماد!

لن يكون هناك “جنوب”… بل مجرد هامش تابع لسلطة أخرى لا تؤمن إلا بـ”باب اليمن” كقدر إجباري.

السقوط لا يعني الهزيمة العسكرية فقط… بل انهيار الحلم الجنوبي بأكمله!

العاصمة عدن هي القلب، ذا توقف عن النبض، فلا تنتظر من الأطراف أن تتحرك!

سقوطها يعني سقوط المشروع، سقوط الروح، وسقوط المعنى الذي جعل آلاف الشهداء والجرحى يواجهون الموت بابتسامة.

المرأة الجنوبية؟

ستُكمم أفواهها مجددًا!

بعد أن صعدت وشاركت وناضلت، سيُعاد دفعها إلى الظل، وسيُقال لها: “عودي للبيت… الوطن ليس لك”!

المناضل الجنوبي؟

سيُسمى متمردًا…. سيُطارد، وسيُسجن، وسيقف في قفص “التهم الجاهزة” فقط لأنه رفض أن يُباع الوطن بثمن رخيص!

ولكن… هل سنسكت؟

هنا السؤال الجوهري… هل نستسلم؟

هل نرفع الراية البيضاء؟

أم نحول العاصمة عدن إلى رمح مرفوع في وجه كل من ظنّ أن الجنوب سيعود إلى الحظيرة؟

العاصمة عدن قد تسقط أرضًا… لكن الجنوب لا يسقط كرامةً!

ولتعلموا يا من تراهنون على زمن الهزيمة، أن الجنوب لا يموت، وأن كل سقوط يولد من رحمه نهوض جديد،
وأن ما بُني بالدم لا يُهدم بالصفقات!

عزيزي الجنوبي، عزيزتي الجنوبية، اسألا أنفسكما قبل فوات الأوان:

من الذي يقودنا نحو هذا المصير؟

من الذي يبيعنا قطرةً قطرة؟

ومن الذي صمت حين كنا نصرخ: أنقذوا العاصمة عدن!

إذا سقطت العاصمة عدن، فستُكتب أسماء الخونة بحروف واضحة في صفحة العار…
أما الأحرار؟

فسيبدؤون من جديد… لكن بثمن أغلى، وبجراح أعمق، وبغضب لا حدود له!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks