عقود بمليارات الدولارات تجعل الرياضة الأميركية أسيرة المراهنات غير القانونية : روكب اليوم الاقتصادية


روكب اليوم
2025-10-25 18:56:00

1682181

تواجه الرياضة الأميركية أزمة جديدة بعد إلقاء القبض هذا الأسبوع على مدرب في دوري كرة السلة الأميركي (NBA) ولاعب حالي، بتهم تتعلق بالمراهنات غير القانونية.

لكن رغم هذه التطورات، يرى الخبراء أن من غير المرجّح أن تتراجع الدوريات والفرق الرياضية عن شراكاتها المربحة مع تطبيقات المراهنات، إذ تدرّ هذه العقود مليارات الدولارات سنوياً.


googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });

المراهنات وتمويل الأندية

ويقول فيكتور ماثيسون، أستاذ الاقتصاد في كلية «هولي كروس» والمتخصص في اقتصاديات الرياضة والمراهنات، إن هذه الصفقات تُعدّ «في غاية الأهمية» لتمويل الأندية والبطولات، مضيفاً أنه «حتى أغنى الدوريات لن تتخلى عن مصدر بهذا الحجم من العائدات».

منذ قرار المحكمة العليا الأميركية عام 2018 الذي سمح للولايات بتقنين المراهنات الرياضية، سارعت الدوريات الكبرى إلى توقيع اتفاقيات رعاية مع شركات المراهنات، اليوم، تمتلك جميع الدوريات الأميركية الكبرى ومعظم فرقها شراكات من هذا النوع، وبعضها مثل «أريزونا كاردينالز» و«واشنطن ويزاردز» و«أريزونا دايموندباكس» افتتحت نقاط مراهنة فعلية داخل ملاعبها.


googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });

160 مليار دولار حجم الرهانات القانونية

وبحسب بيانات «الرابطة الأميركية للألعاب»، بلغ حجم الرهانات القانونية على الرياضة في الولايات المتحدة العام الماضي نحو 160 مليار دولار، متجاوزاً قيمة مبيعات تذاكر اليانصيب الوطني، فيما وصل صافي عائدات المراهنات إلى 13.7 مليار دولار، بزيادة 23% عن عام 2023، معظمها من المراهنات الإلكترونية.

ولا تقتصر المكاسب على الرعاية المباشرة، إذ تُنفق شركات المراهنات مئات الملايين من الدولارات على الإعلانات أثناء بث المباريات، ما يرفع إيرادات الشبكات التلفزيونية وخدمات البث، وبالتالي قيمة عقود حقوق البث التي تصل إلى عشرات المليارات.

ويقول الكاتب مايكل لويس، إن «الإيرادات ليست ضخمة بعد، لكنها تمثل دخلاً جديداً، وهذا ما يجعل الجميع متحمسين لها»، مضيفاً أن المراهنات أصبحت وسيلة فعالة «لإبقاء الجماهير مندمجة حتى في المباريات الأقل أهمية».

صفقات ضخمة مع شركات المراهنات

أما في ما يتعلق بالاتحاد الرياضي الجامعي (NCAA)، فلا تزال المراهنات تمثل له منطقة رمادية، فبينما لا يوقّع الاتحاد صفقات مع شركات المراهنات، أعلن مؤخراً السماح للاعبين والعاملين في الجامعات بالمراهنة على الرياضات الاحترافية بدءاً من 1 نوفمبر تشرين الثاني المقبل.

ومع ذلك، يستفيد الاتحاد بشكل غير مباشر من موجة المراهنات عبر زيادة المتابعة الجماهيرية لبطولاته، وخاصة «مارس مادنس» لكرة السلة، التي جذبت رهانات تقدَّر بـ3.1 مليار دولار العام الماضي.

من جهته، يشير المؤرخ جوناثان كوهين، إلى أن الدوريات الأميركية دخلت عالم المراهنات «من دون إدراك كامل لعواقبه»، قائلاً إن «الأمر اتُّخذ بدافع الجشع أكثر من الحذر».

وتأتي هذه القضية في ظل سلسلة حوادث مشابهة، أبرزها إيقاف لاعبين من فريق كليفلاند غارديانز الصيف الماضي بسبب مراهنات في دوري البيسبول (MLB)، وإيقاف ستة لاعبين من دوري كرة القدم الأميركية (NFL) عام 2023 للسبب نفسه.

ويحذر لويس من أن استمرار هذا الاتجاه قد يقوّض الثقة في نزاهة الرياضة، قائلاً: «لم نصل بعد إلى مرحلة التشكيك في مصداقية المنافسات، لكننا لسنا بعيدين عنها».

(كريس إيزيدور روكب اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks